نظم، أمس الأربعاء، عشرات السكان بحي الدريسية بالدار البيضاء وقفة احتجاجية نددوا خلالها بالاختلالات الأمنية التي تعرفها المنطقة بسبب تنامي حوادث الاعتداء والسرقة المتكررة بالمنطقة من طرف مجموعة من اللصوص والمنحرفين، والذين لا يستثنون حتى تلاميذ المؤسسات التعليمية، من بينهم فتيات يتم إجبارهن على التخلي على كل ما بحوزتهن من حلي وهواتف محمولة أو أجهزة إلكترونية محمولة أخرى، بل يتعدى الأمر أحيانا ذلك، يقول سعيد (أحد أبناء المنطقة)، إلى إجبارهن على ربط علاقة مع بعضهم، وهو ما يستوجب معه تكثيف الحملات والدوريات الأمنية لمنع «الابتزاز» والضغط، الذي يمارسه هؤلاء المنحرفون على عدد كبير من الضحايا. وأكدت بعض الجهات المنظمة للوقفة أنها تدخل في إطار دعوة الجهات الأمنية المسؤولة إلى التدخل من خلال تكثيف دوريات الأمن، خاصة بالنقط السوداء التي يتعرض فيها مجموعة من المواطنين للاعتداء والسرقة تحت التهديد بالأسلحة البيضاء، وأن من بين هذه النقط شارع بوشعيب الدكالي، والقنطرة التي توجد في اتجاه «رحبة الحبوب»، بالإضافة إلى حديقة الدريسية. وأضافت المصادر ذاتها أن حوادث الاعتداء والسرقة تكون في الغالب في الصباح الباكر، حيث يتعرض عدد كبير من الموظفين والمستخدمين إلى السرقة تحت التهديد، أو أن هذه السرقات تكون متزامنة مع ساعات المساء عندما يجن الظلام. ومن بين المشاركين في الوقفة الاحتجاجية تلاميذ المؤسسات التعليمية، خاصة بثانوية طه حسين، حيث كان يتابع الضحية (أيوب.ب) دراسته بالسنة الأولى ثانوي، قبل أن يفاجأ بطعنة سكين غادرة من طرف أحد المنحرفين من ذوي السوابق العدلية، الذي كان آنذاك قد غادر السجن لوقت وجيز، عندما أراد التلميذ الدفاع عن نفسه من قبضة اللص الذي كان مدججا بسلاح أبيض لم يتوان عن توجيهه إلى الضحية، حيث أرداه قتيلا، والغرض محاولة سرقة الهاتف المحمول الذي كان بحوزة الهالك. وأكدت المصادر نفسها أن مظاهر السرقة واعتراض سبيل المارة وإجبارهم على التخلي عن ممتلكاتهم تحت التهديد بالأسلحة البيضاء هو أمر يتكرر باستمرار بهذه المنطقة، وهو ما يدعو إلى ضرورة التدخل للحد منها، خاصة أن سكان مجموعة من الأحياء بهذه المنطقة وقعوا العديد من العرائض، التي تندد بالواقع الأمني الذي يجعلهم يعيشون في خوف مستمر من أن يتعرضوا لاعتداء، هم أو أطفالهم، من طرف هؤلاء المنحرفين.