وسط حالة من الترقب للنسخة الجديدة من مباريات القمة «الكلاسيكو» بين ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، تبدو الفرصة سانحة مجددا أمام البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد ليقدم المستوى الذي يرتقي لمباريات الكلاسيكو العالمية. ويلتقي الفريقان يومه الأربعاء على ملعب «سانتايجو برنابيو» في العاصمة مدريد في أول كلاسيكو بين الفريقين في عام 2012 بعدما شهد العام الماضي سبع مباريات كلاسيكو في الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأسباني. وتأتي مباراة اليوم في ذهاب دور الثمانية لبطولة كأس ملك إسبانيا على أن يلتقي الفريقان يوم الأربعاء التالي في مباراة الإياب على ملعب «كامب نو» في برشلونة. وتأهب ملعب «سانتياغو بيرنابيو» لاستضافة المباراة التي ستجذب مجددا أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة عبر شاشات التلفزيون في كل أنحاء العالم. ويحتاج رونالدو إلى الظهور بأفضل مستوياته في المباراة حتى يستعيد مكانته كنجم بارز وهي المكانة التي أصبحت مهددة بالفعل حتى لدى مشجعي ريال مدريد أنفسهم. ويرى البعض أن رونالدو لا يؤدي بشكل جيد في المباريات الكبيرة والحاسمة وخاصة في مباريات الكلاسيكو أمام برشلونة القوي. وقال رونالدو، في مقابلة صحفية نشرت قبل أيام ، «أريد فقط تحقيق الفوز في كل مباراة. وأرغب دائما في تقديم عروض جيدة. هذا هو ما أحاول أن أفعله، أن أفوز وألعب بشكل جيد. حافزي ينطلق من هذه الرغبة بغض النظر عن هوية الفريق المنافس». ولكن الحقيقة أن آخر مباراة سابقة بين الفريقين العملاقين شهدت حدثا غير مسبوق في مسيرة رونالدو الكروية سواء مع ريال مدريد أو قبل انتقاله للنادي الملكي حيث تعرض رونالدو لهتافات وصفارات الاستهجان من المشجعين ومن بينهم بعض مشجعي الريال في المباراة التي انتهت بهزيمة الريال 1/3 على ملعبه في مواجهة برشلونة بالدوري الإسباني الشهر الماضي. وسمع رونالدو في هذه المباراة الإشارة الأولى لاعتراض المشجعين عليه وعلى مستواه في مثل هذه المباريات العصيبة والحاسمة والتي لا يظهر فيها بنفس مستواه المعهود. ورغم مرور أكثر من خمسة أسابيع على هذه المباراة التي أقيمت في العاشر من دجنبر الماضي، ما زالت الانتقادات الجماهيرية تجاه رونالدو. ولذلك، لم يحتفل رونالدو بالهدف الذي سجله في مرمى غرناطة في المباراة التي انتهت بفوز الريال 5/1 في آخر مباراة خاضها على ملعبه بالدوري الإسباني. وأثار ذلك دهشة الكثيرين وشغل مساحات شاسعة من صفحات الصحف الإسبانية كما أثار جدلا هائلا في وسائل الإعلام مثل أي سلوك آخر يصدر عن هذا النجم الكبير. وكشفت صفارات الاستهجان والهتافات العدائية تجاه رونالدو خاصية غريبة وفريدة لمشجعي ريال مدريد والمتطلبات التي يحتاجها أنصار النادي الملكي من لاعبي فريقهم. والحقيقة أنه من الصعب في أي فريق آخر أن تجد مثل هذا السلوك من جماهير ضد لاعب له سجل مثل رونالدو الذي أحرز 26 هدفا في 27 مباراة خاضها هذا الموسم في مختلف البطولات. ولكن هذه الإحصائيات تتحول إلى نقيض مزعج عندما ينحصر الحديث عن مباريات رونالدو أمام برشلونة. وفي عشر مباريات «كلاسيكو» خاضها اللاعب منذ انتقاله للنادي الملكي، سجل النجم البرتغالي الشهير هدفين فقط وإن نجح أحد الهدفين في منح الريال لقب كأس ملك إسبانيا في الموسم الماضي بالفوز على برشلونة في المباراة النهائية 1/صفر في الوقت الإضافي للقاء بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي. ويضاعف من هول الصدمة في هذه الإحصائيات أن هذا اللقب هو الوحيد لرونالدو مع الريال حتى الآن. ومن الصعب أن ينتقد مشجعو الريال لاعبهم الخطير رونالدو لقلة أهدافه في لقاءات الكلاسيكو ولكن معظم الانتقادات تتركز على سوء قرارات اللاعب داخل الملعب حيث يرى البعض في المدرجات أن المهاجم البرتغالي الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 2008 يتسم بالأنانية. وعلى سبيل المثال، لم يسجل رونالدو أي هدف من الضربات الحرة رغم أنه يسدد جميع الضربات الحرة التي تحتسب لفريقه. كما يثير رونالدو انتقادات المشجعين من بعض التصرفات والخصائص الأخرى سواء التي تتعلق بشخصيته أو بطريقة اللعب. ويدرك رونالدو جيدا أن مواطنه جوزيه مورينيو المدير الفني للريال يدعمه ويسانده تماما وينتفض من مقعده مع كل فرصة تتاح لهذا المهاجم. وقال مورينيو، بعد واقعة عدم احتفال رونالدو بهدفه في لقاء غرناطة ، «يبدو هذا جيدا للغاية بالنسبة لي، من المناسب بشكل أفضل أنه احتفل بالأهداف التي حققنا بها الفوز في المباراة. لم نحقق الفوز من خلال الهدف الخامس. احتفل رونالدو بالأهداف المهمة». وما من شك في أن رونالدو يرغب في تقديم عرض جيد في مباراة اليوم ليس فقط للتأكيد على أنه لاعب كبير مثل منافسيه ليونيل ميسي وتشافي هيرنانديز نجمي برشلونة وإنما أيضا لاستعادة مساندة ودعم مشجعي الريال.