سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العقيد أحمد باني: الحكومة الليبية تعد لوساطة من أجل حل ملف الصحراء الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الليبية قال ل« المساء » إن اتهام ليبيين بالضلوع في أحداث إرهابية بالمغرب لن يشوش على علاقات البلدين
كشف العقيد أحمد باني، الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الليبية، أن قيادات الحكومة الليبية والمجلس الانتقالي تعد لمبادرة وساطة لحل ملف الصحراء، وقال في حوار خص به «المساء»: «ستكون هناك مساع لرأب الصدع في مغربنا العربي الكبير، ونحن المغاربيين نتمتع بخصوصية في العالم العربي ونسعى، حقيقة، إلى أن نكون يدا واحدة، وأنا متأكد أن قياداتنا في الحكومة الليبية والمجلس الانتقالي ستسعى إلى رأب أي صدع كان وراءه المقبور (في إشارة إلى القذافي)». وحول مدى تورط عبد الحكيم بلحاج في أحداث 16 ماي الإرهابية بالدارالبيضاء، أوضح العقيد باني أن الانتماء إلى القاعدة أصبح أمرا من الماضي البغيض لا أحد يريد أن يفكر فيه أو ينظر إليه، معبرا عن أمله في أن يكون عبد الحكيم بلحاج بعيدا عما ذكره التقرير، وأن الأيام القادمة ستكشف ملابسات هذه الحوادث وستكشف هل هو بريء أم مذنب وستقول العدالة كلمتها. - ساعد المغرب ثوار ليبيا خلال ثورتهم ضد القذافي، ما نوع المساعدة التي قدمها المغرب لكم؟ أولا، أحيي الشعب المغربي الشقيق وأحيي جلالة الملك محمد السادس، حقيقة الشعب المغربي لم يتأخر ولن يتأخر عن نصرة الشعب الليبي، لأن الشعب المغربي يعي جيدا أن من حكم ليبيا طيلة 42 عاما لا علاقة له بالوطن ولا بالدين، وبالتالي عندما هب الشعب الليبي لتخليص ليبيا من براثن الطاغية المقبور الآن، وقفت الحكومة المغربية ووقف جلالة الملك ووقف كل الشعب المغربي خلفنا، ويكفينا أنهم عاضدونا من الناحية السياسية، وكان يكفينا فقط من أشقائنا العرب حتى الدعاء. لكن، حقيقة، المغرب لم يتوان ولم يتأخر عن دعم الشعب الليبي، وأنا الآن هنا في المغرب لزيارة ثوارنا من الجرحى، ويكفي أن المغرب فتح مستشفياته لاستقبال مرضانا وجرحانا ويكفي أنه دعمهم بكوادره الطبية. فعندما زرت الشباب بالمستشفى العسكري، رأيت كل علامات الرضا والسرور والامتنان لما قدمته وتقدمه الحكومة المغربية من دعم عبر القطاع الصحي للجرحى والمرضى من ثوارنا. - قصدت بسؤالي الدعم العسكري أو اللوجيستي؟ لا، لم يكن هناك دعم عسكري أو لوجيستي للثوار من طرف المغرب، لأننا حقيقة كنا في تلك الفترة نحتاج فقط إلى دعم سياسي، ولم تتأخر المملكة المغربية عن تقديم ذلك الدعم السياسي، الذي كان في تلك الفترة أهم بكثير من الدعم العسكري، وهو ما حصلنا عليه بالفعل من الحكومة المغربية. - ما هي قنوات الاتصال التي كانت بينكم كثوار وبين المغرب خلال بدايات الثورة؟ حقيقة قنوات الاتصال كانت بين المجلس الانتقالي في ليبيا، عندما تشكل باعتباره إرهاصات للحكومة الليبية الحالية الآن، وبين الحكومة المغربية وبوسائل أخرى وعبر قنوات أخرى خاصة لا أستطيع التحدث عنها بالتفصيل الآن، ولكن كان هناك اتصال منتظم وكانت هناك علاقة قوية ووثيقة جدا بالمملكة المغربية في تلك الفترة. - هل كان الاتصال عبر أحد أعضاء الحكومة، الذي يرتبط بعلاقة مصاهرة مع أحد قادة المجلس الانتقالي؟ المهم أنه كان هناك جسر للتواصل ما بين ثوار ليبيا والمغرب في تلك الفترة، كيف كان هذا الجسر وكيف صنع، هذا موضوع لا أستطيع أن أتحدث عنه الآن، المهم أنه كان هناك جسر للتعاون والاتصال بيننا كثوار وبين أشقائنا في المغرب، وعلى رأسهم جلالة الملك محمد السادس نصره الله. - كيف ستتعاملون في المجلس الانتقالي والحكومة الليبية مع ملف البوليساريو، الذي كانت ليبيا من أهم الداعمين له بالأموال؟ حقيقة هذه أمور سياسية لا أستطيع أن أتحدث عنها بشكل مفصل، لأني متحدث في الشؤون العسكرية، لكن من خلال تتبعي لما كان يحدث في ليبيا سابقا، أرى أن المقبور القذافي سعى إلى تفكيك الأمة بشتى الطرق والوسائل، فعلها أولا في السودان واستطاع خلق مشكل دارفور، وأخيرا استطاع أن يظفر بنتائج تقطيع أوصال السودان. أيضا كان هناك دعم من طرف المقبور لجميع الحركات التي تسعى إلى التجزئة والتفرقة بين أبنائنا، سواء في المغرب أو الجزائر، وأخص بالذكر حركة البوليساريو في صحراء المغرب، والعالم كله يعرف أن المقبور كان يدعمها، ليس اقتناعا منه أن هذه الحركة على حق، ولكن فقط لتفرقة وتجزئة الأمة العربية، وهو كان يقول إنه من دعاة الوحدة، لكنه في الواقع كان يؤكد أنه يسعى إلى التفرقة. والآن أكيد أنه ستكون هناك مساع لرأب هذا الصدع في مغربنا العربي الكبير، ونحن المغاربيين نتمتع بخصوصية في العالم العربي ونسعى، حقيقة، إلى أن نكون يدا واحدة وأنا متأكد أن قياداتنا في الحكومة الليبية والمجلس الانتقالي ستسعى إلى رأب أي صدع كان وراءه المقبور (في إشارة إلى القذافي).
- فرض المجلس الانتقالي الليبي التأشيرة على المواطنين المغاربة، ما هي أسباب هذا القرار والإجراءات التي ستتخذ لتصحيحه؟ أنا فوجئت بهذا الموضوع، لكن دعني أقول لك إني عندما دخلت المغرب منذ يومين، فوجئت بمعاملة أثارت استيائي حقيقة، وهي قيام أمن المطار بتصوير جوازات سفر الليبيين فقط، وأحسست أن هناك قصدا في هذا التعامل مع الليبيين، الذي ربما قد يكون راجعا إلى اتفاق أمني بين الأجهزة الأمنية في ليبيا والمملكة المغربية، لكن خبر فرض التأشيرة على المواطنين المغاربة اكتشفته وأنا هنا في المغرب، ولم يكن لي علم مسبق به، وسأحاول أن أسبر غور الحقيقة عندما أصل إلى ليبيا لأعرف الأسباب التي كانت وراء اتخاذ مثل هذا القرار. وأنا أقول إن ليبيا ستكون مكانا لكل عربي أصيل شارك معنا أو دعمنا حتى بالدعاء وليبيا ستتحول إلى جنة لن يدخلها إلا من وقف معنا، سواء كان في الداخل أو في الخارج. - هل نفهم من هذا الكلام أن الجزائر ستكون مستثناة من هذا الأمر؟ لا، نحن لا نستثني أحدا، لأننا بالطبع لا ننسى كل من قدم لنا العون، والشعب الجزائري العظيم وقف معنا، وأنا لا أتحدث عن الحكومة، لأننا أسقطنا ما يسمى الحكومة والنظام الشمولي في ليبيا، والشعب الجزائري وقف معنا وقفة لن ننساها له، وما جرى من خروقات لمواثيق وعهود أخلاقية من طرف بعض الأجهزة الجزائرية لا يعني أن الشعب الجزائري بالكامل كان يدعم هذه الإجراءات، ونحن لن ننسى وقفة الشعب الجزائري معنا حتى بالدعاء. - ما حقيقة ما يجري من مناوشات وصراعات بين الثوار بين الفينة والأخرى؟ كما تعلمون، هناك 42 عاما من الدمار والجهل والتجهيل في ليبيا، والآن الشباب اشتموا رائحة الحرية، وقد تحدث مثل هذه المناوشات حتى في الظروف العادية، فما بالك بالظروف الحالية. لكن الجميع حريص على أن تسير الثورة في مسارها الصحيح، وبالتالي من الطبيعي أن تحدث مثل هذه الصدامات بين الفينة والأخرى، ولكن نعود إلى أصل هذه الأسباب، وهو حب الوطن وحب ليبيا، لذا يجب علينا أن لا نعير مثل هذه الإشكاليات كثير اهتمام، وهذا لا يعني أننا سنترك الحبل على الغارب، بل بالعكس سنحاول بشتى الطرق تثقيف شبابنا وإيضاح الصورة الحقيقية لما ستكون عليه ليبيا القانون وليبيا الحقيقية، إنشاء الله، مستقبلا. - هل التقيتم خلال زيارتكم مسؤولين مغاربة مدنيين أو عسكريين؟ أنا حقيقة بعيد كل البعد عن الرسميات، لأني أكرهها، وعندما تحركنا في ليبيا في بنغازي، نبراس الثورة، لم يكلفنا أحد، بل كلفنا من طرف ضميرنا وحبنا لهذا البلد وهذا الشعب، وهذه الزيارة تأتي بمبادرة شخصية مني لزيارة جرحانا في المغرب، بعد زيارة جرحانا في سلوفاكيا والتشيك والجالية الليبية في المجر، التي كان لها دور مميز في صراعنا مع المقبور، وجئت إلى المغرب أيضا لزيارة شبابنا هنا، بمبادرة شخصية، لأنني المتحدث العسكري باسم المجلس العسكري، وكنت صوت الثورة وصوت الثوار، وبالتالي أحس بأني قريب جدا من هؤلاء الشباب وأتيت لأثبت لهم أننا ما زلنا يدا واحدة وسنواصل إلى أن تصل ليبيا إلى الحلم الذي تمنيناه جميعا بأن تكون ليبيا حرة عزيزة ومتطورة وتسابق العصر الحديث بحول الله. - هل ستلتقون مسؤولين مغاربة؟ هذه الزيارة غير رسمية، وأنا لا أملك منصبا رسميا في وزارة الخارجية، ولن أسعى إلى مقابلة أي مسؤول بالطريقة الرسمية، لكن إذا توفرت الظروف أو السبيل للقاء لا علاقة له بالرسميات، فأنا أرحب بذلك حقيقة. - لكنك قيادي داخل المجلس الانتقالي والناطق العسكري باسمه؟ أنا كنت صوت الثورة وشرفني الله عز وجل بهذا المكان، وشرفني المجلس الانتقالي بأن أكون صوتا للثورة والثوار، وأدعو الله عز وجل أن أكون قد وفقت في مهامي، وبالتالي أنا لا أسعى إلى أن أثبت أني شخص رسمي، بل أنا شعبي وثائر، لا أقل ولا أكثر. - هل هناك مبادرة من جانبكم لمعالجة قرار فرض التأشيرة على المواطنين المغاربة، الذين تقيم جالية كبيرة منهم في ليبيا؟ نعم هناك جالية مغربية كبيرة في ليبيا، وهناك جالية ليبية كبيرة في المغرب، وهناك أسر ليبية مغربية مختلطة، لذلك سأعمل على معرفة حقيقة هذا الأمر عندما أعود إلى ليبيا والأسباب التي دعت إلى اتخاذ هذا القرار، الذي أنا متأكد أنه كان في مصلحة الطرفين، سواء المغرب أو ليبيا. - ما هي حقيقة وفاة القائد عبد الفتاح يونس الذي قتل في ظروف غامضة؟ هناك حقيقة قالها المجلس الانتقالي، صراحة، عندما أعلن عن أسماء المتورطين في هذا العمل البغيض، هناك مجموعة ظلت الطريق وخرجت عن جادة الصواب في فترة حرجة جدا من تاريخ الثورة في ليبيا وقامت بتنفيذ هذه العملية دون أخلاق ودون مراعاة القانون والشرع، وأكيد كانت النتائج ستكون وخيمة على ليبيا وثورتها، لكن يجب أن يعرف الجميع أن أهلنا في قبيلة العبيدات، التي ينتمي إليها الشهيد عبد الفتاح يونس، أعطت الليبيين درسا في حب الوطن ووضعت ليبيا فوق الجميع وتناست هذا الجرح حتى اكتمل عقد الثورة، ومن ثمة، طالبت بحقها في الكشف عن ملابسات القضية ومعرفة القاتل وأسباب القتل، وبالتالي معاقبة القاتل حسب الشرائع والقوانين المنظمة للحياة القانونية داخل ليبيا، وهذا ما يسعى إليه المجلس الانتقالي. إذ هناك مذكرات اعتقال صدرت في حق العديدين ممن تورطوا، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في هذا الملف، ويجب أن تسود ثقافة القانون في ليبيا، وفي هذا الموضوع بالذات، سنؤكد للعالم أننا نسعى إلى بناء دولة المؤسسات ودولة القانون. - كانت هناك مشاكل بينكم وبين وزير الدفاع السابق، أين وصلت الأمور؟ حقيقة كان هناك إشكال بيني وبين وزير الدفاع السابق، جلال الدغيلي، الذي أعتبره بمثابة أب، والدغيلي كان رئيسا لنادي الهلال بمدينة بنغازي وأنا من أبناء هذه المؤسسة، وحدث ما حدث في فترة ما، وأعتقد أن هناك من كان وراء هذا الفعل، وكان يسعى إلى وضع شرخ في العلاقة بيني وبين وزير الدفاع، وهذا الرجل هو الآن في بيته وأنا أتمنى له دوام الصحة وإن شاء الله يموت مستورا كما عاش مستورا. - اتهم التقرير الأخير للخارجية الأمريكية حول الإرهاب القائد الميداني لثوار طرابلس بالانتماء إلى القاعدة ومسؤوليته، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، عن الأحداث الإرهابية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء؟ حقيقة، على المستوى الشخصي، قابلت عبد الحكيم بلحاج لمدة نصف ساعة شكلت بالنسبة لي مفاجأة، وانطباعي عنه كان إيجابيا، لأني رأيت فيه شابا حيويا وتواقا إلى الحرية مثله مثل أي مواطن ليبي، وما حدث في الماضي لا أستطيع الحديث عنه، لأنه جرى في ظروف مغايرة للظروف التي نعيشها الآن، ونحن أبناء ليبيا، حتى وإن كان هناك من انضم إلى مثل هذه التنظيمات، إلا أنه يبقى ليبيا، والدليل على ذلك أننا لدينا ثقافة تختلف عن كل الثقافات في العالم، لأننا أهل دين واحد ومذهب واحد وسلوكنا يختلف كثيرا عن سلوك باقي العالم العربي والإسلامي، والأدلة على ذلك كثيرة، وحتى خلال فترة المقبور لم نسمع عن حوادث تفجيرات أو سيارات مفخخة، لأن الرابطة الاجتماعية التي تربط الليبيين قوية جدا، ونحن لسنا أكثر من أربعة ملايين، وأعني الليبيين الأقحاح، وأنا لا أتحدث عمن تم توظيفهم لأغراض سياسية والكل موصول بالكل. وما يتحدثون عنه اليوم ممن كانوا في تنظيم القاعدة، أعتقد أنه أمر من الماضي البغيض لا أحد يريد أن يفكر فيه أو ينظر إليه حتى، وأتمنى أن يكون السيد عبد الحكيم بلحاج بعيدا عما ذكره التقرير والأيام القادمة ستكشف لنا ملابسات هذه الحوادث وستكشف لنا هل هذا الرجل بريء أم مذنب وستقول العدالة كلمتها. - ألا تخافون أن يشوش وجود قادة ليبيين متهمين بتمويل عمليات إرهابية في المغرب على العلاقات المغربية الليبية؟ العلاقات بين ليبيا والمغرب ضاربة في جذور هذا الوطن ولا أعتقد أن هناك من يستطيع التشويش على هذه العلاقة، وقد عشنا أكثر من 42 عاما ونحن نعاني من ترهات وهرطقات المقبور، ومع ذلك هناك علاقات قوية ومصاهرة رغم بعد المسافة بين ليبيا والمغرب. وبالتالي تبقى علاقتنا بإخواننا في المغرب تمد جذورها إلى الأدارسة والمرابطين ولن نسمح لأحد بأن يقتلع هذه الجذور، والمقبور حاول وضع عراقيل بيننا وبين أهلنا في المغرب وهذا لن يكون، وستبقى علاقتنا بأهلنا في المغرب وسيبقى جلالة الملك محمد السادس، الملك الشاب، أحد الملوك العرب الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام. - كيف وجدتم أوضاع الجرحى الليبيين في المغرب؟ وجدناها جيدة جدا، وأنا زرت المستشفى العسكري والشيخ زايد وكل الآراء كانت إيجابية، وسألت الشباب والكل أثنى على كل ما قدم له من تمريض وتطبيب ومعاملة حسنة، خاصة من العقيد حمزاوي. حقيقة الكل أثنى على هذا الرجل وقالوا إنه يعمل معهم وكأنه أخ لهم ولم يشعروا بالغربة في وجوده.
- هناك من يقول إن الثورة سيطر عليها الإسلاميون، كيف تردون؟ نحن جميعنا في ليبيا مسلمون سنيون، مالكيون، وسطيون، وبالتالي أنا لا أحبذ أن أتحدث بهذا التصنيف، والإعلام الغربي حاول أن يضع حواجز بين أبناء الشعب عبر القول هذا مدني وهذا علماني والآخر إسلامي، ونحن في ليبيا ثقافتنا تختلف عن كل الثقافات وقد أسقطنا نظام المقبور، الذي كان من المستحيل حتى في الحلم القضاء عليه بالتكبير وبالله أكبر، وأنا لا أحب هذا التصنيف، لأن الإسلام لم يكن ولن يكون إساءة لمن يعتنقه.
لا أريد أن أعرف أو يعرف أحد من الليبيين مكان قبر القذافي - بمناسبة الحديث عن العقيد الذي تصفونه بالمقبور، أين دفن؟ أذكركم أن الشيخ كشك قال في إحدى خطبه إن هذا الرجل لن يجد مكانا يقبر فيه، وهذا ما حدث بالفعل ورأينا نهايته. وقد كان هناك تشكيك في ديانته، لأن الجميع كان يعرف أنه كان يتعامل مع السحرة وهناك شهود لا يصل الشك إلى شهاداتهم أكدوا أنه كان يصلي في النجاسة وفي مرابط الإبل والحيوانات، وكان يتوضأ بالنجاسة، وهناك لقطة نشرتها إحدى القنوات الفضائية له وهو يصلي واضعا يده اليسرى فوق يده اليمنى ليؤكد للعالم أن لا علاقة له بالإسلام، وحتى قبل أن يموت رفض النطق بالشهادتين، وبالتالي وقعنا في حرج هل نعامله كمسلم أم كوثني، وفي الأخير قرر القيمون على هذا الموضوع أن يكلفوا أحد المشايخ الذين كانوا يتبعونه بالصلاة عليه وقبر في ظلام دامس وانتهى كما انتهى غيره من الطغاة. - وأين دفن؟ حقيقة الموقع غير محدد ولا أتمنى أن أعرف أو يعرف أحد من الليبيين هذا المكان، لأني متأكد أن هذه الناحية ستكون مظلمة وموحشة، ولن تكون لأحد القدرة على الوصول إليها.