حذر مجموعة من مقاولي الغابات بالمغرب، التابعين للنقابة الوطنية بكل من منطقة الخميسات والغرب، مما تعرفه غابة المعمورة (ضواحي الخميسات وسيدي يحيي الغرب) من استفحال ظاهرة سرقة خشب الغابة والفحم والرمال، أمام مرأى أعوان المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ورجال الدرك الملكي والأمن الوطني والجهات المسؤولة عن حماية الغابة. وأوضح مقاولو الغابات، في تصريحاتهم، أن ما تعرفه الغابة من استنزاف لثرواتها أصبح يهددهم، إلى جانب مئات الأشخاص الذين يعملون معهم وأسرهم، بالتشرد في حال عدم تدخل الجهات المعنية للضرب بيد من حديد على كل من له علاقة بهذا النزيف الخطير، الذي وجهت على إثره عرائض وشكايات إلى المندوب السامي والسلطات المعنية قصد التدخل قبل أن تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. وأضاف المقاولون أنفسهم أنهم ضاقوا ذرعا من هذا التساهل غير المبرر مع «مافيات» الغابة وما تكبده من خسائر مالية فادحة لهذه المقاولات الملتزمة بتسديد المستحقات المالية للجماعات القروية والحضرية المستفيدة من مداخيل الغابة، خاصة خلال فترات الأعياد التي يعولون فيها على بيع محصولهم من الفحم للأسواق المغربية والأسر، والذي تتم سرقته ونقله على متن الشاحنات والسيارات والعربات وبيعه في المدار الرابط بين منطقة سيدي يحيى الغرب وزمور وصولا إلى مدينة البيضاء مرورا بكل من مدن الرباطتمارة والمحمدية، حيث تنشط مافيات الفحم دون حسيب أو رقيب أو مراقبة من طرف الجهات المعنية. واعتبر المتضررون أنفسهم أن وضعية المقاولين والمشاكل التي يتخبطون فيها أصبحت تتطلب فتح حوار جاد وعاجل مع المديرية الجهوية للمياه والغابات بالقنيطرة، التي تدخل في دائرة نفوذها مناطق عديدة بضواحي الخميسات، وذلك على إثر غلاء أثمنة القطع الغابوية التي يتم اقتناؤها عن طريق السمسرات التي تنظمها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وكذلك مجموعة من المعيقات التي تحول دون الاستغلال السليم للثروة الغابوية التي تعيش بفضلها آلاف الأسر والعائلات التي تعمل لدى تلك المقاولات. وأكد مقاولو الغابات أن «سيكتور سيدي رابح» الذي يعتبر منطقة حساسة داخل غابة معمورة يعرف في ساعات متأخرة من الليل مجموعة من السرقات، وأن لديهم صورا فوتوغرافية تثبت صحة كلامهم، إضافة إلى ذلك فإن (سيكتور المنزه) التابع لمركز القنيطرة مستهدف أيضا بالنهب والسرقة، باعتبار أن الجهة المسؤولة غارقة في نومها ولا تحرك ساكنا. وأكد المتضررون من هذا الاستفحال الخطير لسرقة خشب الغابة والفحم والرمال، أنهم يفكرون في تنظيم وقفات احتجاجية ومسيرات رفقة أسر العمال والعاملات إذا لم يتم تصحيح الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها وتحمل المسؤولية من طرف الجهات المسؤولة وزجر (مافيات) غابة معمورة.