في محاولة لاحتواء الأزمة التي وقعت بعد الشد والجذب بين الطرفين، التقى والي مراكش محمد مهيدية، يوم الجمعة الماضي، مع أطر وموظفي الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء في مراكش (لاراديما) بعد نشر «الاتهامات» التي كالها الوالي لإدارة «لاراديما»، مشبها إياها ب«البوليساريو». بعد أسبوع من لقاء المجلس الإداري للوكالة، الذي شن خلاله الوالي مهيدية هجوما على إدارة الوكالة، إلى درجة أنه هدد بجلب خبراء لفحص ملفاتها، التقى الوالي بأطر وموظفي الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، من أجل توضيح «سوء الفهم» الذي وقع بين الطرفين وكاد أن يتطور إلى توقف موظفي وأطر الوكالة عن العمل، لكن علم الوالي بهذا الأمر جعله يحدد لقاء في مقر الوكالة بحضور المدير العام، مصطفى الهبطي، حيث أكد للحاضرين للقاء أنه يقدّر مجهوداتهم التي يقومون بها خدمة للصالح العام، مما جعل الوكالة «تتبوأ مكانة مهمة على الصعيد الوطني» وأنه يكن لهم الاحترام والتقدير. وقد طالب مهيدية إدارة الوكالة بالتواصل مع المواطنين وبإحداث قنوات لذلك، إضافة إلى التعامل بجدية مع شكايات المواطنين المتضررين من ارتفاع أسعار فواتير الماء والكهرباء. وكال الوالي مهيدية عبارات المجاملة لموظفي الوكالة «حتى حشمنا»، يقول أحد الحاضرين للقاء المذكور، ثم إن والي مراكش أكد للحاضرين أنه أول من يدافع عنهم وعن مجهوداتهم، «واعترض عددا من الضربات التي كانت ستوجه لهم»، وهي العبارة، التي جعلت التساؤلات تتناسل في أذهان الحاضرين، حول ماذا يعني الوالي ب«الضربات». وبينما اعتبر بعض الحاضرين أن الوالي لم «يعتذر كما كان يجب» عن تشبيه الوكالة ب«البوليساريو» و«تحقير» أطرها وموظفيها، أكد البعض أن العبارات التي حملها الوالي معه من الولاية إلى الوكالة هي، ضمنيا، «اعتذار». وفاجأ محمد الكشاني، الكاتب العام لموظفي الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء في مراكش، الوالي بدوره، عندما قال إن عمال وموظفي الوكالة يتعرضون لتهديدات يومين تستوجب حمايتهم، قبل أن يوجه رسائل عندما قال: «إننا قطاع حيوي ومتماسك وطنيا وكانتحاماو ملي كاتكون شي حاجة». وعلمت «المساء» أن موظفي وأطر «لاراديما» كانوا بصدد إصدار بيان ضد تصريحات الوالي خلال لقاء المجلس الإدارة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء في مراكش، قبل أن يتراجعوا عنه، إلى حين انعقاد لقاء يوم الجمعة الماضي. وكانت «المساء» سباقة إلى تسريب ما دار خلال لقاء المجلس الإداري، خصوصا تصريحات الوالي التي كانت «نارية»، وتطرقت لرجال السلطة وموظفي الولاية وإدارة «لاراديما» وحكومة بنكيران.