صعدت الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب من وتيرة احتجاجاتها بمدينة سيدي يحيى الغرب، أول أمس، بعدما لجأت إلى الاقتحام المفاجئ للعديد من المرافق والمؤسسات العمومية عوض نهج أسلوب تنظيم الوقفات الاحتجاجية وخوض المسيرات، دون أن يسفر هذا التصعيد عن أي إصابات أو اعتقالات. وولج أعضاء الجمعية المعطلين في غفلة من أعين المسؤولين الأمنيين مركز القاضي المقيم، واعتصموا بداخله احتجاجا على الاعتقالات التي طالت معطلي فرع الحسيمة، وهتفوا بشعارات تدين المضايقات التي تطال مناضلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات بالمغرب، وتندد بالمحاكمات الصورية لأعضائها، وشجبوا «بقاء القضاء أداة طيعة بين أيدي السلطات المخزنية» حسب تعبيرهم. وفي خطوة تصعيدية أخرى، نفذها الفرع المحلي للجمعية في اليوم نفسه، اقتحم العشرات من المعطلين والمعطلات مقر بلدية سيدي يحيى الغرب، وهم يرددون هتافات تحمل المنتخبين مسؤولية تردي الأوضاع الاجتماعية للمعطلين، كما أدانوا لجوء المسؤولين إلى نهج سياسة النعامة إزاء المطالب المشروعة للجمعية، واعتماد أسلوب المماطلة والتسويف تجاه الملف المطلبي لمعطلي المدينة، والتملص من الوعود المقدمة، بدعوى المباراة التي ستجرى على المستوى الإقليمي من طرف عمالة سيدي سليمان، مطالبين في هذا الإطار بالإدماج الفوري في سلك الوظيفة العمومية. احتجاجات المعطلين لم تقف عند هذا الشكل، بل وصلت إلى حد قطع الطريق الوطنية الرابطة بين مدينة سيدي يحيى الغرب وسيدي سليمان وجماعة دار الكداري، وهو ما أربك كثيرا حركة المرور بالطريق المذكورة، دفعت العديد من السائقين إلى تغيير الاتجاه، في حين ظلت قوات الأمن تراقب الوضع عن كثب دون أن تتدخل عناصرها. وأعلن الفرع المحلي للجمعية، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، عن عزم المعطلين خوض أشكال نضالية غير تقليدية وغير مسبوقة في تاريخ الجمعية، محملة الحسين أمزال، عامل إقليمسيدي سليمان، مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا، داعية إياه إلى رفع التهميش والإقصاء عن المعطلين، واتخاذ المبادرات الفعلية الكفيلة بتوفير مناصب شغل لمعطلي الجمعية دون قيد أو شرط، معربين عن استعدادهم المطلق للدخول في معركة مفتوحة لمقاطعة نظام المباريات والعمل على نسفها، حسب قولهم.