لا زالت تداعيات أزمة جامعة القرويين مفتوحة. فقد قرر 5 أساتذة جامعيين سحب ترشيحاتهم للحصول على عمادة كلية الشريعة بفاس، في مباراة أجريت يوم 14 دجنبر الجاري بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني بالرباط. وعلمت «المساء» أن هؤلاء الأساتذة قرروا اللجوء إلى القضاء الإداري للطعن في المباراة التي حضرها 4 مرشحين (من أصل 9 مرشحين)، ومرت في أجواء احتجاجات قادها أساتذة الكلية وطلبتها. وقالت المصادر ذاتها إن عملية فرز النتائج النهائية للمباراة ستتم بكلية الشريعة بأكادير يوم 30 دجنبر الجاري، أي يوما واحدا قبل حصول رئيس جامعة القرويين (تتبع لها الكليتان) على التقاعد. وتواجه العملية بانتقادات واسعة في صفوف أساتذة الكلية، الذين يعيبون على رئاسة الجامعة «السرعة» التي تمت بها دعوة مجلس الجامعة إلى «اجتماع استثنائي» للحسم في الملف، خصوصا أن هذا المجلس لم يجتمع منذ 26 دجنبر 2009. وتحدثت رسالة وجهها الأساتذة المنسحبون من التباري حول المنصب لوزير التربية الوطنية والتعليم العالي عن «اختلالات» شابت العملية، وقالوا إن الأصل في الترشيح أن يتم اختيار رئيس للجامعة أولا على قاعدة مشروع يقدمه لتطوير الجامعة، ثم بعد ذلك يتم اختيار مسؤولي المؤسسات الجامعية التابعة لها ثانيا، ومنهم العمداء، وذلك بعد تقديمهم مشاريع لتطوير المؤسسات الجامعية المعنية، التي يفترض فيها أن تكون منسجمة مع مشروع رئيس الجامعة، ضمانا لتفعيله على أرض الواقع. وأضافت الرسالة أن الطريقة التي استعملت في تدبير ملف المباراة، تستدعي وقف المسطرة وفتح تحقيق في الموضوع، بعدما أشاروا إلى أن أعضاء اللجنة المشرفة على المباراة قد تسربت أسماؤهم، وتم تداولها في الوسط الجامعي على أوسع نطاق، وأن رئيس جامعة القرويين، بالنيابة، شكل اللجنة المذكورة على مقاس مرشح قريب منه. وفي سياق الأزمة المفتوحة، التي تخيم على كلية الشريعة بفاس، قال بلاغ لطلبة الكلية إنهم قرروا «السحب الجماعي لشواهد البكالوريا» يوم غد الأربعاء. وتعيش الكلية شبه شلل بسبب قرار الطلبة إخلاءها ومنع الموظفين والأساتذة من ولوجها، حيث يحمل الطلبة، حسب البلاغ، مسؤولية تردي الوضع بهذه الكلية لوزارة التعليم العالي. وأفضت الأزمة، في السابق، إلى اقتحام رئاسة الجامعة، ودفع لجنة الترشيحات لنيل منصب عميد الكلية لتأجيل اجتماعها، وأصدر الطلبة ما أسموه الحكم الغيابي ب»الإعدام» في حق رئيس الجامعة، ما دفع الأخير إلى تحريك مسطرة رفع دعوى قضائية ضد الطلاب والأساتذة، وفق ما علمته «المساء».