لم يكن يدرك يوما أن اسمه سيحقق إشعاعا وطنيا وعالميا. اختار رياضة التحدّي كنوع من الرياضات الصعبة، التي تتطلب استخراج طاقة وقوة استثنائيتين. بدأ الصالحي مشواره بجر السيارات، ثم الشاحنات والوقوف على المسامر والقيام بأمور أخرى، إلى أن استطاع تحطيم أرقام قياسية عالمية في هذا النوع من الرياضات، حيث تمكّنَ من جر باخرة تزن 260 طنا من البحر في ميناء الدارالبيضاء.. وحملته طائرة من شعره من ميناء طنجة إلى ميناء الخزيرات.. تحديات يقول عنها الصالحي إنها لم تتواصل بالشكل الذي يجعل المغرب ينخرط في هذا النوع من الرياضات، التي طورها الصالحي بمجهوداته وتداريبه. يبلغ الصالحي من العمر 35 سنة. بدأ مسيرته الرياضية في سن الثالثة عشر، متأثرا بما كان يشاهده في البرامج والأفلام الهندية، ليجد نفسه مهووسا بهذا النوع من التحدي، بفضل قوة بدنية ساعدته على اكتشاف قدراته الخارقة في الجر، سواء باستعمال الشعر أو الأسنان. «المساء» التقت الصالحي، وتحدث خلال هذا اللقاء عن بداياته في المجال عندما كان يذهب في صغره إلى مشاهدة «الحْلايْقيّة» في الحي المحمدي ودرب السلطان في الدارالبيضاء. كان يشاهد أشخاصاً أشِدّاء وأقوياء. أعجب بأحدهم ورافقه، فتدرب على يديه، إلى أن تمكّنَ، ذات يوم، من جر سيارة بشعره، وهو يبلغ من العمر 14 سنة، عندما طلب من أحد أقربائه سيارته من أجل جرها، وهو الأمر الذي قال الصالحي إن الطرف الآخر رفضه، ناعتا إياه بالجنون، ولكنْ رغم ذلك استطاع، كسب الرهان وجر السيارة في تحدٍّ لشخص منحه خمسة دراهم. بعد ذلك، تواصلت مسيرة التحديات إلى أن وصلت إلى شاطئ عين السبع في الدارالبيضاء، الذي احتضن، أمام جمهور غفير من المُتتبّعين، عملية جر السيارات بشعر الصالحي، وسط اندهاش واستغراب الجميع من الطاقة الهائلة التي يتوفر عليها. حطّم الصالحي مجموعة من الأرقام القياسية، كالرقم الذي كان بحوزة الجورجي شاباتاليا، المحدد في 7.200 أطنان. وفي حديثه إلى «المساء»، حكى الصالحي كيف أنه نجا بأعجوبة من موت محقق، بعدما قامت بدهسه سيارة في حفل عرس وعمره عشر سنوات، حيث لم يحدث له شيء وتفاجأ الجميع بأن الصالحي ظل سليما ولم يصبْه أدنى ضرر.. قوة وطاقة عزيز الصالحي لا تعنيان أنهما سلاحه الوحيد في نجاحه، فهو يقول إنه يمارس رياضة تتطلب تداريبَ وأكلا خاصا، حيث يأكل كل أنواع اللحوم، وبكميات وفيرة، ويخصص لذلك ميزانية تصل إلى 3000 درهم شهريا، إضافة إلى التداريب التي يلتزم بها ساعتين في كل يوم، وهي المصاريف التي يتدبرها من ماله الخاص، حتى إن بعض الملتقيات هو من ينظّمها، في ظل غياب أي دعم من الدولة ومن وزارة الرياضة، التي يقول إنها لم تساعده يوما. يقول الصالحي إنه تمكّنَ من جر مختلف وسائل النقل تقريبا وحطّم مجموعة من الأرقام القياسية في جر الحافلات والشاحنات، وهو مسجل في لائحة «غينيس»، ويستعد لتحطيم رقم قياسي في جر السيارات بين مدينتي القنيطرة والرباط.. ويقول ساخرا: «أنا لست مشعوذا ولا نصّاباً.. أنا رياضي وأطالب بحقي». رغم شهرته وعدد معجبيه الكبير، يخوض الصالحي مسيرته الرياضية بأسى كبير، إلى درجة أنه قرر، في كثير من الملتقيات، استبدال لونه الأحمر والأخطر بلون أسودَ تعبيرا منه عن الحيف والتهميش الذي طاله من طرف المسؤولين عن هذه الرياضة في المغرب، بعد أن اصطدم بالأبواب المسدودة، خاصة أن نوعية النشاط الرياضي الذي يمارسه يحتاج منه تداريب شاقة وتغذية خاصة يعجز عن توفيرها.