نفذ طلبة المدارس العليا بجامعة محمد الأول بوجدة وقفات احتجاجية أمام رئاسة الجامعة، صباح الأربعاء المنصرم، كما نظموا، مساء نفس اليوم، مسيرة شارك فيها أكثر من ألف طالبة وطالب في طريق المدارس العليا ثم استقرت أمام رئاسة الجامعة، احتجاجا على اقتحام عناصر داخلية الطالبات بالمدرسة العليا التطبيقية واقتحام غرفة طالبتين وسرقة الهاتف النقال لإحداهما ومحاولة اغتصابها. تحكي الطالبات بمرارة ما وقع لهن خلال الليلة السوداء ليوم الثلاثاء المنصرم، وذكرت أنه حوالي الساعة السابعة مساء، انقطع التيار الكهربائي وأكد لهن أحد العاملين أن التيار لن يعود إلا في صباح الغد، الأمر الذي جعل الطالبات يلتحقن بجناح المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية للمراجعة. وحوالي العاشرة ليلا التحقت الطالبات بغرفهن بداخلية الملحقة التي تحتضن أكثر من 320 طالبة موزعات على أربعة طوابق، والتي كانت غارقة في الظلام الدامس، «وحوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، سمعن صراخا وصخبا وكان يطلب منهن الهروب. التحقت الطالبات بالطابق الثاني مصدر الصراخ حيث وجدن طالبتين في حالة يرثى لها بعد أن اقتحم أحد الأشخاص غرفتهما عبر النافذة بعد كسر شباكها، بينما كانتا نائمتين. وبعد أن سلب إحداهما هاتفها النقال، شرع في سحبها من رجلها، في الوقت الذي كان شريكه ينتظره خارج الملحقة. شرعت الطالبتان في الصراخ، في الوقت الذي كانت إحداهما تقاوم والأخرى تفتح الباب، ووقعت حالة رعب واستنفار في وسط الطالبات بكامل الأجنة، اضطر معها المعتدي للفرار، ولم تتمكن الضحيتان من تحديد هويته لشدة الظلام، ماعدا كونه نحيفا وقصير القامة ويرتدي معطفا من الجلد. وأكدت الطالبات أن المعتديين قدما من غابة سيدي معافة المحاذية للجامعة، كما أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الطالبات للتحرش الجنسي أو محاولة السرقة، «في العديد من المرات يأتي أحد الأشخاص قبالة الجناح وينتظر إطلالة فتاة بعد أن تفتح نافذتها من أجل نشر الغسيل، ثم ينزع سرواله ويقوم بإشارات تحرش»، تصرح إحدى الطالبات، وتؤكد أنه رغم الشكايات المقدمة لم تتخذ إجراءات لحمايتهن، كما أشرن إلى أن بعض عناصر الحراسة الخاصة لا يحملون من مهمتهم إلا الاسم، «فكيف يحمينا ويحرسنا رجل حراسة كهل ومعاق، أو شاب نحيف لا يحمي حتى نفسه بل حالته تشجع المعتدين على تنفيذ جرائمهم». وأجملت الطالبات معاناتهن مع الداخلية في الانقطاع المتكرر والمتواصل للتيار الكهربائي لساعات طويلة بل لأيام، «كيف نراجع دروسنا وعروضنا، وكيف نتنقل من جناحنا إلى أحد المنازل حيث تسكن صديقاتنا، دون أن نضرب لذلك ألف حساب في ظل الاعتداءات المتكررة؟». وتساءلت الطالبات عن سبب قطع التيار الكهربائي، وكيف تم إبلاغهن أنه لن يتم إرجاعه إلا في صباح الغد، لكن تمت إعادته بمجرد وصول رجال الأمن، وطالبن بفتح تحقيق في هذه الانقطاعات وتحديد المسؤول عنها ولأي هدف يتم ذلك في داخلية الطالبات.