عبدالقادر كترة نفذ طلبات وطلبة المدارس العليا بجامعة محمد الأول بوجدة وقفات احتجاجية أمام رئاسة الجامعة، صباح يوم الأربعاء 21 دجنبر 2011، كما نظموا، مساء نفس اليوم، مسيرة صاخبة وصارخة شارك فيها أكثر من 1000 طالبة وطالب جابت ، ذهابا وإيابا، ساحة وطريق المدارس العليا ثم استقرت أمام رئاسة الجامعة، احتجاجا على اقتحام عناصر داخلية الطالبات بالمدرسة العليا التطبيقية والهجوم :الذي تعرضت له الطالبات تمثل في اقتحام غرفة طالبتين وسرقة الهاتف النقال لإحداهما ومحاولة اغتصابها. تحكي الطالبات بمرارة ما وقع لهن خلال الليلة السوداء ليوم الثلاثاء 20 دجنبر 2011، بداخلية المدرسة العليا التطبيقية الملحقة بالحي الجامعي والمخصصة للفتيات، أنه حوالي الساعة السابعة مساء، انقطع التيار الكهربائي وأكد لهن أحد العاملين أنه لن يعود إلا في صباح الغد، الأمر الذي جعل الطالبات يلتحقن بجناح المدرسة الوطنية للعوم التطبيقية للمراجعة والتحضير والاشتغال بحواسبهن بحكم أنه يتوفر على الكهرباء والإنترنيت "ويفي". وحوالي الساعة العاشرة ليلا بعد إغلاق جناح المدرسة الوطنية للعوم التطبيقية، التحقت الطالبات بغرفهن بداخلية الملحقة التي تحضن أكثر من 320 طالبة موزعات على أجنحة أربع طوابق والتي كانت غارقة في الظلام الدامس، "وحوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، سمعنا صراخا وصخبا وكان يطلبن منها الهروب" تحكي إحدى الطالبات وهي ترتعد ثم تضيف "ظننا في بداية الأمر أن الحادث يتعلق بانفجار قنينة غاز صغيرة أو تسرب الغاز أو حريق". التحقت الطالبات بالطابق الثاني مصدر الصراخ حيث وجدن طالبتين في حالة يرثى لها بعد أن اقتحم أحد الأشخاص غرفتهن عبر نافذتها بعد أن كسر شباكها، وهما تغطان في نومهما. وبعد أن سلبها هاتفها النقال، شرع في سحبها من رجلها، في الوقت الذي كان شريكه ينتظره خارج الملحقة. شرعت الطالبتان في الصراخ، في الوقت الذي كانت إحداهما تقاوم والأخرى تفتح الباب، ووقعت حالة رعب واستنفار في وسط الطالبات بكامل الأجنة اضطر معه المعتدي للعدول عما كان ينوي فعله ولاذ بالفرار، ولم تتمكن الضحيتان من تحديد هويته لشدة سواد الظلام سوى أنه كانا نحيفا وقصير القامة ويرتدي معطفا من الجلد. وأكدت الطالبات أن المعتديين قدما من غابة سيدي معافة المحاذية للجامعة والتي تطل عليها الداخلية، كما أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض لها الطالبات للتحرش الجنسي أو محاولة السرقة،"في العديد من المرات يأتي أحد الأشخاص قبالة الجناح وينتظر إطلالة فتاة بعد أن تفتح نافذتها من أجل نشر الغسيل، ثم ينزع سرواله ويقوم بإشارات تحرش"، تصرح إحدى الطالبات وتؤكد أنهن رغم الشكايات المقدمة لم تتخذ إجراءات لحمايتهن، كما أشرن إلى أن بعض عناصر الحراسة الخاصة لا يحملون من مهمتهن إلا الاسم،" فكيف يحمينا ويحرسنا رجل حراسة كهل ومعاق، أو شاب نحيف لا يحمي حتى نفسه بل حالته تشجع المعتدين على تنفيذ جرائمهم ". وما حز في نفس الطالبات أن يطلب هؤلاء منهن كتم ما وقع وتجاوزه لأن ذلك يمس سمعتهن، وأن حوادث مثل الحادث وقعت من قبل إذ أن الأمر عادي، بل تم اتهامهن بأن ما وقع مجرد أوهام وحادث مفتعل. اتصلت الطالبات هاتفيا بأسرهن التي اتصلت بمصالح الأمن بالمداومة كما هرعت إلى عين المكان إحدى سيارات الإسعاف، حيث تم تحرير محضر معاينة، كما تقدمت الطالبتان بشكاية في الموضوع. وأجمل الطالبات معاناتهن مع الداخلية في الانقطاع المتكرر والمتواصل للتيار الكهربائي لساعات طويلة بل لأيام، في الوقت الذي تحتاج فيه لذلك،"كيف نراجع وكيف نحضر دروسنا وعروضنا، وكيف نتنقل من جناحنا إلى أحد المنازل أين تسكن الصديقات والزميلات، دون أن نضرب لذلك ألف حساب في ظل الاعتداءات المتكررة؟". يضاف إلى هذا كله إلى انقطاع الماء الذي هو مادة حيوية دون الحديث عن الحالة التي توجد عليها المراحيض، ثم أخطار استعمال قنينات الغاز لمنعهن من استعمال الأجهزة الكهربائية،" نعتبر هذه القنينات قنابل موقوتة". وتساءلت الطالبات عن سبب قطع التيار الكهربائي بحكم أنه وقع عطب ولن يتم إرجاعه إلا في صباح الغد لكن تم إعادته بمجرد علمهم بوصول رجال الأمن، وطالبن بفتح تحقيق في هذه الانقطاعات ومن المسؤول عنها ولأي هدف يتم ذلك في داخلية الطالبات.