التقى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين، زوال أمس الجمعة، بشكل فردي مع عدد من زعماء الأغلبية الحكومية، في انتظار أن يلتقي من تبقى منهم، وهو ما يؤشر على انتقال بنكيران إلى مرحلة حاسمة في ما يخص تشكيل حكومته وتحديد الحقائب الوزارية التي ستؤول إلى كل حزب وأسماء المرشحين للاستوزار. وذكر مصدر حزبي مطلع أن اجتماع بنكيران مع زعماء أحزاب الأغلبية يشير إلى أن هيكلة الحكومة نالت موافقة القصر، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة المعين غير من استراتيجية التفاوض مع حلفائه مفضلا أن يكون عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال آخر المتفاوضين معه بالنظر إلى عدد الوزارات التي يتوقع أن يحصل عليها مقارنة بباقي الأحزاب الأخرى. مصدر «المساء» كشف أن رئيس الحكومة المعين كان قد بعث يوم الأربعاء الماضي بالنسخة الثانية من هيكلة الحكومة، بعد أن كانت النسخة الأولى المرسلة إلى الديوان الملكي قد عرفت إدخال تعديلات طفيفة عليها، مشيرا إلى أن عدد الوزارات التي تضمنتها النسخة الثانية التي بعث بها بنكيران إلى ملك البلاد هو 30 حقيبة وزارية. إلى ذلك، تعقد لجنة اختيار مرشحي حزب العدالة والتنمية للاستوزار اجتماعا صباح اليوم السبت من أجل الشروع في أعمالها. وستقوم اللجنة باقتراح خمسة أسماء في كل منصب وزاري لتحال بعد ذلك على الأمانة العامة، التي ستقلص اللائحة إلى ثلاثة أسماء في كل قطاع، على أن يختار بعد ذلك الأمين العام للعدالة والتنمية مرشحا واحدا، في إطار المسطرة التي حددها المجلس الوطني للحزب. وكان أعضاء اللجنة قد توصلوا زوال أمس الجمعة برسائل هاتفية تخبرهم بضرورة الالتحاق بمقر الحزب اليوم ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا، من أجل بدء أشغالها، بعد أن كان موعد انعقاد اجتماعها قد تأجل مرتين متتاليتين، فيما أخبر أعضاؤها خلال الأيام الماضية بضرورة البقاء في حالة «الجاهزية» لعقد اجتماع اللجنة في أي وقت. من جهة أخرى، كشف بنكيران لأعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عن التعديلات التي أدخلها القصر على هيكلة حكومته المرتقبة. وأكد رئيس الحكومة، خلال اجتماع الأمانة العامة المنعقد مساء أول أمس الخميس، على أنه أخذ بعين الاعتبار التعديلات التي أدخلها الملك محمد السادس على هيكلة الحكومة، التي كان قد تقدم بها في وقت سابق، مشيرا إلى أنه ما زال ينتظر أن تتم الموافقة الملكية النهائية عليها لينتقل إلى المراحل الأخرى من مفاوضات تشكيل الحكومة. وأكد بنكيران على ضرورة التوافق مع ملك البلاد، موضحا أنه لا يمكن الاشتغال بدون تأييد ودعم ملكي بهدف تعزيز الثقة. كما أعلن بنكيران عزمه على عقد ندوة صحافية لم يحدد موعدها. وفي سياق متصل، أنهت لجنة الخبراء المكلفة بصياغة التصريح الحكومي الخاص بالحزب أشغالها، فيما كشفت مصادر من الأغلبية الحكومية أنه بمقابل إيلاء حزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية أهمية كبيرة لصياغة التصريح الحكومي، سجل «إهمال» واضح من قبل حزبي الحركة الشعبية والاستقلال المنشغلين بحصتهما من الحقائب وحرب الاستوزار الدائرة داخلهما. من جهة أخرى، قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في اتصال مع «المساء» إن اجتماع المكتب السياسي لحزبه الذي يفترض أن يكون قد انعقد مساء أمس الجمعة، سيتضمن جدول أعماله نقطة إخبارية حول الحكومة القادمة وسير المفاوضات، إلى جانب تدارس نقطة هيكلة الفريق النيابي لحزبه والتحضير لاجتماع اللجنة المركزية الذي سيكون مخصصا لتقييم الانتخابات واستخراج الخلاصات التنظيمية والسياسية، ووضع برنامج عمل الحزب في القادم من الأيام.