من المنتظر أن تفتح النيابة العامة لدى استئنافية القنيطرة تحقيقا معمقا مع قائد ملحقة إدارية اتهمه مواطن بالاعتداء عليه بالضرب والسب والشتم والتهديد باغتصابه داخل مكتبه بالمقاطعة رفقة عناصر من الحرس الترابي يعملون تحت إمرته وكشف مصدر مطلع أن التحريات ستنطلق في غضون الأيام القليلة القادمة بعدما أعطت السلطات الولائية الضوء الأخضر للقضاء للشروع في البحث في هذه النازلة مباشرة بعد توصلها بشكاية من المواطن الضحية، والتي تتضمن أيضا اتهامات لرئيس فرقة الحرس الترابي التابع للملحقة نفسها. وأضاف المصدر ذاته، أن أحمد الموساوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، اطلع على تفاصيل هذه القضية وأمر بأن يأخذ الملف مجراه القانوني الطبيعي، لاسيما أن القائد المشتكى به سبق أن أثار تعيينه في هذا المنصب استغراب الجميع، بسبب ماضيه المليء بالتجاوزات القانونية والشطط في استعمال السلطة، ولم يستبعد المصدر عينه، إمكانية إقدام والي الجهة، في القريب العاجل، على اتخاذ إجراءات تأديبية في حق المسؤولين المعنيين لإخلالهم بمهامهم. وأفاد المصدر أن الضحية مراد الدهيمة، الذي يعمل سائقا بإحدى مدارس التعليم الخصوصي، سقط مغشيا عليه بالقرب من مكتب سلام العربوني، باشا مدينة القنيطرة، متأثرا بالجروح التي أصيب بها في الرأس، بعدما كان ينوي التقدم بشكاية لديه ضد المسؤولين سالفي الذكر، وهو ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمركب الاستشفائي الإدريسي لتلقي الإسعافات الأولية، حيث سلمت له إدارة المستشفى شهادة طبية تؤكد عجزه لمدة 20 يوما عن العمل. وانطلقت فصول هذه القضية، حينما نشب خلاف مروري بالشارع العام بين السائق الضحية وعنصر من القوات المساعدة بالقرب من الملحقة الإدارية الخامسة، قبل أن يعمد هذا الأخير، وفق الشكاية التي توصلت «المساء» بنسخة منها، إلى إخراج المشتكي من سيارة النقل المدرسي بالقوة والعنف، وشرع في ضربه وشتمه غير آبه بصراخ الأطفال الصغار والمرافقة، الذين كانوا حينها بداخل السيارة المدرسية، يضيف السائق، الذي كشف أن المخزني لم يستسغ الطلب الموجه إليه بركن سيارة القوات المساعدة في جانب الطريق لتجنب إعاقة المرور، فقام بالاعتداء عليه بالضرب والرفس أمام مرأى المواطنين، حسب قوله. وقال صاحب الشكاية، إن قائد الملحقة الإدارية الخامسة، عوض تحقيقه لمبدأ الإنصاف والعدل، انحاز كليا للطرف المعتدي، واختار العودة إلى أسلوب الاضطهاد والقهر والاعتداء على كرامة المواطنين، حيث عمد إلى إغلاق باب مكتبه، ليواصل رفقة باقي المشتكى بهم مسلسل التنكيل بالضحية والتهديد بالاعتداء عليه جنسيا. وعلمت «المساء» أن العديد من الحقوقيين والفاعلين الجمعويين سينظمون وقفة احتجاجية، صباح هذا اليوم، للتعبير عن تضامنهم مع السائق الضحية، والتنديد بالاعتداء الذي تعرض له، والمطالبة باتخاذ الإجراءات الإدارية في حق المسؤولين المذكورين، وتحريك مسطرة المتابعة القضائية في حق جميع المتورطين مهما علت مناصبهم.