يوما قبل محاكمة «الرابّور» معاذ بلغوات، المعروف ب«الحاقد»، وقفت لجنة مؤازرة مغني الراب على مجموعة من الخروقات التي شابهت اعتقاله. وأكدت لجنة مؤازرة «الرابور» المغربي في ندوة صحافية نظّمتْها أمس الأربعاء في الرباط، أن الحاقد اعتُقِل يوم 9 شتنبر المنصرم على الساعة الخامسة والنصف مساء، في حين أن محضر الشرطة سُجِّل في اليوم الموالي. وأكدت خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن الحاقد اعتُقِل حتى قبل أن يسلم المدعي شهادة طبية، بينما رفض رجال الشرطة، في وقت سابق، تحرير شكاية من طرف الحاقد ضد المدعي. كما رفض قاضي التحقيق، تضيف الرياضي، تمتيعه بالسراح المؤقت، رغم توفره على جميع الضمانات القانونية للمتابَعة في حالة سراح، ورغم من أن سبب المتابعة ليس فعلا خطيرا. ومن جانبه، صرح يوسف بلغوات، شقيق « الرابور» المغربي، بأن الشرطة زارت منزل الأسرة حتى قبل اعتقال شقيقه مرات عديدة، موضحا أن قضية شقيقه سياسية بحتة، لأن الحاقد وُضِع في جناح المعتقلين السياسيين، كما أن إدخال الجرائد والكتب ليس بالسهل، بل إنه حتى بعض الجرائد ترفض إدارة السجن إدخالها إليه. وأضاف شقيق الحاقد أن مغني الراب ممنوع من فسحة الأنشطة الثقافية، كما أن إدارة السجن رفضت إدخال الأقمصة التضامنية مع الحاقد، وهي نفس الأقمصة التي أكدت ماريا كريم، عن لجنة مؤازرة الحاقد، أنها كانت سبب استفسار مجموعة من الشباب من طرف رجال الأمن. ومن بين الخروقات التي وقفت عليها الرياضي خلال تدخلها سردت رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تسجيل رفض استدعاء شهود النفي، كما أن التحقيق في النازلة استلزم مدة طويلة لا تشهدها مثل هذه القضايا، مشيرة إلى أن الملف أحيل على المحكمة دون إخبار هيأة الدفاع. وأوضح حسني المخلص، الناشط في حركة 20 فبراير -تنسيقية الدارالبيضاء، أن الحاقد لم يعتقل من أجل أغانيه فقط، ولكن أيضا بسبب طبيعة اشتغاله داخل الحركة، وقال إن الحاقد كان السباق إلى تأسيس لجنة حي الوفاق، المعروف ب«عكاشة»، والتي استطاعت حشد 1000 متظاهر في مسيرة نُظِّمت في الحي، وهي اللجنة التي كانت نموذجا لشباب الحركة من أجل إحداث لجن داخل أحياء أخرى. أما رجل الأعمال كريم التازي، عن لجنة مؤازرة الحاقد، فأكد أن اعتقال الأخير جاء «من أجل إسكات الرابور، لأن سلاحه هو الكلمة». واعتبرت خديجة الرياضي أن اعتقال الحاقد يظهر الفرق الشاسع بين الخطاب وبين الواقع في ما يخص قضية حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن اعتقال الحاقد يُصنَّف في قضايا حقوق الإنسان، على اعتبار أن الحاقد منخرط في حركة 20 فبراير، التي تدافع عن حقوق الإنسان وتطالب بالكرامة.