يعيش سكان جماعة «ملوسة»، بعمالة فحص أنجرة بطنجة، في خطر محدق بسبب تمرير المكتب الوطني للكهرباء، خطا كهربائيا عالي التوتر تبلغ حدته 22 كيلوفولط، وهو الخط الذي صار محط دعوى قضائية وفي الوقت الذي وجه السكان شكايات إلى الجهات المعنية، من أجل رفع الضرر وتمرير هذا الخط من مكان مناسب وبعيد عن المساكن، فإن المكتب الوطني للكهرباء رفض إزالة هذا الخط الكهربائي، وبرر ذلك بأنه لا يسبب أي أذى للسكان. ويقول سكان ملوسة إنهم يطالبون فقط بتغيير مسار هذا الخط، واستبداله بخط آخر بعيد عن المباني السكنية، حيث إن هذا الخط عالي التوتر، يمر مباشرة فوق سطوح عدد من المساكن، وقد أثبت تقرير خبرة أنجزه أحد المهندسين المحلفين لدى المحاكم، أن هذا الخط الكهربائي، يشكل «ضررا كبيرا» على سلامة منازل معينة، من بينها مسكن يمر الخط الكهربائي مباشرة فوقه، مما يجعل قاطنيه مهددين صحيا، خصوصا وأن القيمة الإنتاجية للخط الكهربائي ذات «ضغط متوتر ومرتفع». وأضاف التقرير أن الأسلاك الكهربائية تم تمريرها بدون دراسة أو تخطيط، في وقت كان المنزل لا يزال في طور البناء. ويهدد هذا الخط الكهربائي بشكل خاص منزل أحمد بولعيش، بسبب قربه الكبير من السطح، بالرغم من أن المنزل لا يحتوي إلا على طابق سفلي ومحلات تجارية، إلا أن المتضرر غير قادر على توسيع منزله بإضافة طابق آخر، بالرغم من إمكانية حصوله على الترخيص القانوني. ويربط هذا الخط الكهربائي ما بين منطقتي ملوسة وعمالة الفحص أنجرة، وبحكم انحدار المنطقة فإن الأسلاك الكهربائية باتت قريبة جدا من المنزل، ورغم رفع المتضرر دعوى قضائية استعجالية أمام المحكمة الابتدائية، إلا أنها قضت بعدم الاختصاص، واعتبرت أنه لا حاجة لاستعجال الحكم، نافية وقوع الضرر على أصحاب المنزل. ولا تعرف الأسباب بالضبط التي جعلت المكتب الوطني للكهرباء، يمرر تلك الأسلاك الكهربائية الخطيرة مباشرة فوق أسطح منازل، على الرغم من أنه توجد مساحات فارغة كثيرة في المنطقة وحقول شاسعة ومترامية الأطراف، كان بإمكان الخط الكهربائي أن يمر فوقها. كما أن تلك الأسلاك الكهربائية تمر بشكل ملتو ومتعرج، خلافا لما هو معمول به في هذا المجال، حيث كان بالإمكان تفادي وضعها فوق مساكن وتمريرها في خط مستقيم، غير أن ذلك لم يتم، وهو ما يعتبره السكان تصرفا غريبا ينبغي تصحيحه، وفق تعبيرهم. وتعيش جماعة ملوسة، وهي ضمن منطقة أنجرة، المعروفة في المصطلحات الاقتصادية حاليا بمنطقة «طنجة المتوسط» بكونها ستعرف مستقبلا مشاريع اقتصادية وعمرانية كبيرة، غير أن ما يجري حاليا لا يعبر عن استعداد حقيقي للمستقبل، بحيث يشتكي السكان من كون التعامل معهم يتم بمنطق متعال، وأن الجهات المعنية لا تأخذ في الحسبان انتظارات وشكاوى سكان المنطقة، خصوصا أن الشكاوى التي يبعثها السكان إلى المسؤولين غالبا ما يتم التعامل معها بمنطق اللامبالاة. ويضيف السكان أن الكثير من المشاريع التي تجري حاليا في المنطقة إما أنها تضر بهم، مثلما هو الحال مع الخط الكهربائي في جماعة ملوسة، أو أنها لا تنصفهم في مجال التشغيل، مثلما هو حال معمل «رونو نيسان»، الذي سيفتح أبوابه قريبا، والذي لا يشغل أيد عاملة من المنطقة، بالإضافة إلى عمليات نزع الملكية، والتي يقول السكان إنها تشوبها الكثير من الاختلالات، وأن المسؤولين والمنتخبين بالمنطقة لا يلعبون أي دور في إيصال صوت المواطنين إلى السلطات المركزية.