علمت «المساء» من مصدر مطلع، أن الهيئة القضائية الجنحية بالمحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء، فكت الجمعة الماضي «طلاسم» ملف حوادث سير وهمية تتزعمها عائلة بالمدينة، تقوم بابتزاز السائقين. وشرعت الهيئة بالغرفة الجنحية مساء الجمعة الماضي في محاكمة المتورطين، حيث تستعين العائلة بابنتها القاصر في افتعال حوادث السير الوهمية. وذكر مصدر «المساء» أن الشبكة الموقوفة تتألف من الزوج وزوجته والابنة، وكشفت الأبحاث الأمنية واستماع هيئة الحكم إلى أطراف القضية، أن الزوجة وابنتها تقومان بصعود سيارات الأجرة، وبعدما يقترب السائق من التوقف في المكان المحدد ترمي الزوجة بنفسها من السيارة وتدعي أنها تعرضت لحادثة سير، وتستغيث بصوت مرتفع لإيهام السائق بتعرضها لأضرار صحية بليغة بسبب عدم توقفه في المكان المناسب. وأفاد المصدر ذاته، أن الزوجة تعمد رفقة ابنتها إلى الاتصال بالزوج الذي يحضر إلى عين المكان، ويعمل على مراقبة العملية عن بعد، حيث تفرض العائلة على السائق مبلغا ماليا كإجراء حبي أو الاتصال بالشرطة قصد معاينة حادثة السير التي تسبب فيها. وفي أثناء إحدى المفاوضات التي كانت تجريها العائلة مع السائق في الشارع العام، حضر فجأة شاهد إثبات وأقر أمام سائق سيارة الأجرة أن هذه العائلة سبق أن قامت بعمليات مماثلة عن طريق الابتزاز، حيث تم ربط الاتصال بالشرطة القضائية وعناصر من قسم حوادث السير التي حلت بعين المكان، واعتمدت على رواية شاهد الإثبات، فتحول السائق، الذي اتهمته العائلة بالتسبب للزوجة في حادثة سير، إلى ضحية، على حد تعبير مصدر «المساء». وبعد إشعار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية لعين السبع، أمرت الأخيرة بإبقائهم جميعا رهن الحراسة النظرية، حيث تم الإفراج في البداية عن الابنة القاصر وبعدها الزوجة بينما رفضت المحكمة منح الزوج السراح المؤقت، وأبقت عليه رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عكاشة، وشهدت قاعة الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء متابعة كبيرة من قبل عدد من سائقي سيارات الأجرة.