تسببت الأمطار الأخيرة التي عرفتها الناظور وضواحيها في مآسي حقيقية للعديد من المواطنين بهذه المناطق، نظرا لعدم تمكن قنوات صرف المياه من استيعاب مياه الأمطار، فتحولت الشوارع والأزقة إلى أنهار جارية. بمدينة بني انصار، التي تعتبر بوابة أوربا، تحولت الطرق إلى برك مائية ومستنقعات، كما أن الطريق المؤدية إلى مليلية المحتلة أصبحت عبارة عن سد مصغر، وأصبحت حركة السير في اتجاه النقط الحيوية بالمدينة كبوابة مليلية والمنطقة الصناعية والمحطة البحرية عسيرة. وبحي عاريض بالناظور تسببت مياه الأمطار في غرق شاحنة لنقل السلع، هوت عجلتها في منتصف الطريق غير المعبدة. وفي ازغنغان التي تبعد عن الناظور بسبعة كيلومترات أدت غزارة الأمطار وامتلاء الوادي المجاور لإقامة المستقبل إلى اقتلاع السور الخارجي للإقامة وسقوطه في الوادي المجاور، وجرفت المياه أربع سيارات في دوار «العمال» بضواحي أزغنغان، وحتى البنية التحتية المغشوشة نالت حصتها من غضب الطبيعة، حيث جرفت المياه قنطرة «الوادي الأحمر» مما تسبب في قطع الطريق أمام وجه المستعملين إلى إشعار آخر. وبحي أكوناف انقطع الطريق المؤدي إلى المستشفى الحسني بفعل كثرة المياه، ولم تستطع سيارات الإسعاف التي كانت تقل المصابين المرور في اتجاه المستشفى. وتسربت المياه إلى العديد من المنازل والمتاجر وغيرها من محلات العمل، كما هو الشأن بالنسبة إلى أحد صالونات الحلاقة الذي غمرته المياه وتسببت لصاحبه في خسائر كبيرة. وإذا كان كل سكان هذه المناطق والأحياء قد فوضوا أمرهم لله، فإن سكان حي بوعرور نظموا وقفة للتنديد بالأوضاع الكارثية التي يعيشونها كلما تهاطلت الأمطار، فأغلقوا شارع الكورنيش بالحجارة ووقفوا في وسط الطريق في انتظار قدوم السلطة لحل المشكل، وكانت كل سيارات الأجرة والسيارات الخاصة للمواطنين تضامنت مع الساكنة باستثناء سيارة واحدة في ملكية أحد رجال الشرطة الذي لم يستسغ فكرة الاحتجاج وقرر المرور وسط الجماهير الغفيرة المحتجة، مما تسبب في كسور خطيرة لأحد الشباب في يده، وكرد فعل قام المحتجون بكسر الزجاج الأمامي لسيارة الشرطي مما أثار ثائرة هذا الأخير فأشهر سلاحه في وجه المواطنين. ولم تهدأ العاصفة حتى حضر العميد الإقليمي للأمن الوطني الذي دخل في حوار مع الساكنة ووعدهم بحل المشكل وأمر بإحضار الجرافات على وجه السرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.، وكان باشا المدينة، مرفوقا بعناصر من القوات المساعدة، قد حضر إلى عين المكان ليس لبحث حلول ناجعة للمشكل بل لتعميق الأزمة، وقد دخل المواطنون في اشتباكات عنيفة مع عناصر القوات المساعدة.