بعد مضي أزيد من 15 شهرا على اعتقالهم والحكم عليهم بما بين سنتين و5 سنوات سجنا نافذا، وجهت أسر الضباط المعتقلين في قضية «الوطن الآن» ملتمسا إلى الملك محمد السادس يلفتون فيه نظره إلى ما وصفوه ب«معاناتهم الإنسانية والأسرية». ويقول الملتمس إن الضباط السامين وضباط الصف، المعتقلين حاليا في سجن سلا، لا علاقة لهم بتسريب معلومات عسكرية إلى أسبوعية «الوطن الآن»، وإن الأمر يتعلق بقبطان من الفوج الأول لتأنيس الطلاب، والذي سبق أن قدم شواهد إلى المحكمة العسكرية تثبت إصابته بمرض نفسي «من دون أن تأخذ المحكمة العسكرية ذلك بعين الاعتبار». ووجهت عائلات المعتقلين ملتمسها إلى محمد السادس، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان الحرب، والتمست منه التدخل لفك أسْر الضباط المعتقلين، الذين تمت متابعتهم بتهمة مخالفة الضوابط العسكرية وحكم على أربعة منهم بسنتين سجنا، وعلى اثنين بخمس سنوات بتهمة المس بسلامة أمن الدولة الداخلي. ويقول الملتمس إن الضباط المعتقلين يوجدون في نفس الزنازين مع سجناء الحق العام وتجار المخدرات وقطاع الطرق، واعتبر ذلك «ضربة في العمق للجاهزية القتالية لما فيه من إحساس بالغبن ونكران لما قدمه هؤلاء من خدمات جليلة لأمن الوطن لمدة طويلة». ويضم الملتمس توقيع أسر كل من الكولونيل محمد فاضل، (58 سنة)، مدير المدرسة الملكية البحرية سابقا ومنسق عمليات حلف شمال الأطلسي مع البحرية الملكية المغربية، والكولونيل مبارك لومو (58 سنة)، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية بولاية الدارالبيضاء الكبرى، والكولونيل عبد المجيد جوطي (42 سنة)، من سلاح المظليين، والذي شارك في حرب الصحراء وحرب الخليج الأولى عقب غزو العراق للكويت، وجمال خربي (38 سنة)، رئيس كتابة قائد المدرسة العليا للدرك الملكي بعين حرودة، والذين حوكموا بسنتين سجنا نافذا، فيما حوكم كل من القبطان محمد معاجي وحسن باسين بخمس سنوات. ويقول ملتمس عائلات الضباط إن محاكمة هؤلاء لم تراع أية جوانب إنسانية أو اجتماعية، ولم تراع كذلك مسارهم المهني والتضحيات التي قدموها طوال خدمتهم في القوات المسلحة، وأن أبناءهم وأسرهم يدفعون الثمن غاليا.