تزامنت تداعيات نازلة الانفصالية أمينتو حيدر مع بداية الحملة من أجل إطلاق سراح الكولونيل ماجور قدور ترحزاز انطلاقا من العاصمة الفرنسية. تقود الحملة زوجته الفرنسية وأبناؤه الذين قرروا الخروج عن صمتهم بعدما قضى والدهم أزيد من عام بسجن سلا في حبس انفرادي ، والآن قررت العائلة كسر صمتها والتعريف بهذه القضية والكشف عن خباياها بعد أن أغلقت جميع الأبواب في وجهها، في وقت يعاني الأب المسن الذي يبلغ من العمر 72 عاما من خطر تدهور حالته الصحية. تعود النازلة إلى سنة 2006، حين التجأت مجموعة من الطيارين المعتقلين سابقا لدى البوليساريو، إلى الكولونيل ماجور ترحزاز طالبين دعمه لإعادة الاعتبار إليهم بعد عودتهم من أسر دام 25 عاما، لذلك وجه رسالة إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، الملك محمد السادس، دافع فيها عنهم مع توضيح الظروف التي كانوا يواجهون فيها البوليساريو في حرب الصحراء، مشيرا إلى أن طائراتهم لم تكن مزودة بمضادات الصواريخ لذلك كانت عرضة للسقوط بسهولة. وهذه النقطة الأخيرة هي التي اعتبرت بمثابة إفشاء لسر عسكري. علما أن هذا الأمر كان منذ رجوع الطيارين الذين كانوا محتجزين بتندوف . وتمت محاكمته من طرف المحكمة العسكرية التي أدانته وعاقبته بالسجن 12 عاما في 28 نونبر 2008. لمحاولة فك رموز المفارقة بين هاتين النازلتين اللتين تجمعهما قضية الصحراء سألنا صوفيا، ابنة الكولونيل ماجور قدور ترحزاز، المقيمة حاليا بالديار الفرنسية سعيا وراء تدخل الرئيس ساركوزي والحكومة الفرنسية لوضع حد لمحنة والدها بعد أن طرقت جميع الأبواب بالمغرب بدون جدوى. كيف شعرت العائلة وهي تتابع نازلة الانفصالية أمينتو حيدر و رجوعها غانمة إلى العيون ، في حين مازال يقبع الكولونيل بالسجن، علما أنه لم يخن الملك و لا الوطن؟ إن الأمر مختلف، فبالنسبة لأمينتو حيدر، كان وقع الضغط الخارجي قويا جدا وتدخلت أسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية، لذلك عرفت النازلة هذا المآل . أما حالة والدي، لم تكن معروفة من قبل، ولم يشرع الإعلام في تناولها إلا مؤخرا. والآن تطالب عائلة ترحزاز بتدخل الحكومة الفرنسية وأعلى سلطة في أمريكا. و سنواصل العمل من أجل الإفراج عن والدي لأنه بريء و ذنبه كونه سعى لمساعدة رفاقه الضباط الذين كانوا محتجزين لذا البوليساريو 25 سنة مادام كان قائدهم خلال حرب الصحراء آنذاك. إن ما قام به والدي استوجبه الحق في العدالة والإنصاف وفرضه المواطنة والوفاء، وهذا ذنبه الذي قذف من أجله إلى المحكمة العسكرية التي حكمت عليه، بسرعة فائقة، ب 12 سجنا نافذا في شهر نونبر 2008 ، ويوجد حاليا بسجن سلا لأنه قام بتصرف أنساني أملاه عليه ضميره. إنه تصرف، من المفروض أن يستدعي الاحترام والتقدير وليس الإدانة. هل مازلتم،أنتم أبناء الكولونيل ماجور المعتقل، فخورين بمغربيتكم؟ نحن ندعو فرنسا الآن للتدخل الفوري لأننا، كما تعلمون، نحمل جنسية مزدوجة،مغربية و فرنسية، تعدما قمنا بكل ما يمكن القيام به بالمغرب من استعطاف و اتصالات لكن بدون جدوى رغم براءة والدي. و نحن لازلنا فخورين بمغربيتنا، كما هو الحال بالنسبة لوالدي الذي يعاني الآن ظلما و عدوانا، و بالضبط لأنه بحب وطنه لذلك لم يتوانى في دعم و مساندة و مساعدة الضباط الذين قاتلوا في الصحراء، هذا هو ذنبه في الحقيقة . فماذا ينتظر المغرب لإنصاف هذا الرجل الذي ظل وفيا لشعار الله الوطن الملك. من أجل أولئك الضباط الذين خدموا بلدهم و ضحوا من أجل قضيه نبيلة، قضية الصحراء، كاتب والدي جلالة الملك، و من أجل هذا أدين ب 12 سنه. ماذا تنتظر عائلة ترحزاز من المغرب الرسمي و الشعب و المجتمع المدني بالمغرب؟ نتوقع أن يطلق سراح والدي فورا دون قيد و لا شرط لأنه بريء و لم يقترف أي ذنب. إن أسرتي عازمة على النضال المستميت والكفاح إلى أخر رمق لكشف الحقيقة و فرض احترام الحقوق الأساسية في العدالة. نأمل من الشعب المغربي أن يساندنا و يدعمنا في هذه المعركة و أن يقتنع ببراءة والدي. ويبدو أن الرأي العام في صفنا بعد أن بدأ يكتشف الحقيقة، إذ لا يمكن لمن لتوفر ولو على ذرة من الروح الوطنية أن يقبل وضع النشاز هذا: 12 سنة سجنا نافذا من أجل فعل نبيل، مساعدة و مساندة رفاق السلاح دفاعا عن الوحدة الترابية لأنهم شعروا بالغبن و الحسرة جراء تعامل وطنهم بعد عودتهم من سجون تندوف حيث كانوا محتجزين. فكيف للمغاربة قبول إدانة والدي و الحالة هذه؟