بينما يصر الرئيس ساركوزي على التنكر لوعوده الانتخابية، وتتشبث حكومته بمنع حوالي 8000 أجنبي من حملة شهادات الجامعات والمعاهد العليا من الحصول على شغل في فرنسا، بادر الحزب الاشتراكي المعارض إلى حسم الحصص المخصصة للفرنسيين من أصول مغاربية في 25 مقاطعة للانتخابات التشريعية المقبلة، وهو العرض الذي عمد المعنيون بالأمر إلى انتقاده باعتبار أن المقاطعات المعروضة عليهم مفخخة لا يملكون فيها حظوظا للفوز أمام منافسين وازنين من اليمين، وهو ما علق عليه بعضهم بالحديث على كما أسماه نفاق الاشتراكيين. لا زالت «مذكرة غيان» نسبة إلى كلود غيان، وزير الداخلية الفرنسي، والمؤرخة ب31 ماي، تثير العديد من ردود الفعل في أوساط الطلبة الأجانب وبالأخص موجة من الاستنكارات والمظاهرات. وتنطبق هذه المذكرة التي هي قيد تشويه سمعة فرنسا في الخارج، على 8000 طالب أجنبي من حملة شهادات الجامعات والمعاهد العليا. وتنص المذكرة، التي وقعها وزير الشغل، غزافييه بيرتراند، على عدم السماح للطلبة بالعمل في المؤسسات الخاصة والعامة الفرنسية. معنى ذلك أنه على الطالب فور انتهاء دراسته، حتى وإن تعاقد مع إحدى الشركات، أن يلتحق ببلده الأصلي. ولا تهم المذكرة الطلبة المغاربيين والأفارقة فقط، بل جميع الطلبة الأجانب. لم يعد أمام الطلبة في هذه الأثناء سوى ثلاثة حلول: إما العودة إلى بلدانهم، إما البقاء بشكل سري، وإما الهجرة إلى بلد آخر. في أفق الانتخابات الرئاسية يسعى كلود غيان من خلال سياسة الأرقام (طرد أكبر عدد من الأجانب) لاستقطاب الناخبين المحسوبين على الجبهة الوطنية. أما الوعد الذي سبق لساركوزي أن أطلقه لما ترشح لرئاسية 2007، بجلبه لخيرة الكفاءات الأجنبية، فقد تأكد أنه لا يعدو كونه شعارا ظرفيا. حصص مرشحي التعددية في وسط أجواء متشنجة، عقد الحزب الاشتراكي في نهاية الأسبوع الماضي معاهدته الوطنية بباريس (وتحديدا بمنطقة لاديفونس). ومن بين القضايا التي حسم فيها الحزب هي الحصص المخصصة للفرنسيين من أصول مغاربية أو من يطلق عليهم بفرنسيي التعددية، المنتمين للحزب الاشتراكي. وبتدخل من مارتين أوبري، حجزت 25 مقاطعة يطرح فيها هؤلاء المرشحون ترشيحهم للانتخابات التشريعية القادمة المزمع عقدها في شهر يونيو القادم. لكن هذا «السخاء»، الذي يسعى من ورائه الحزب الاشتراكي إلى تدارك أخطاء الماضي وسحب البساط من تحت أقدام ساركوزي، لم يرض بعضا من فاعلي التعددية الذين انتقدوا المقاطعات المفخخة التي عرضت عليهم والتي ليس لهم أي حظ للفوز بها أمام ترشيحات وازنة لشخصيات من اليمين، مما حذا بالبعض إلى التنديد بما أسموه ب«نفاق الاشتراكيين». المرشح الرابع عشر بعد فرانسوا بايرو، آخر من طرح ترشيحه لرئاسية 2012، أعلن دومينيك دوفيلبان في بداية الأسبوع خوضه للاقتراع الرئاسي. خلق هذا الإعلان المفاجأة، بعد أن جزم المراقبون والخبراء بأن الرجل ألقى السلاح نهائيا. جاء رد الفعل من العائلة السياسية الديغولية وبالأخص من التجمع من أجل حركة شعبية الذي كان قد عبر عن ارتياحه لصمت بل لاختفاء دوفيلبان، الشيء الذي يخدم ساركوزي. وذهب بعضهم إلى حد تسريب خبر مفاده أن الوزير الأول السابق على أهبة الالتحاق بطاقم ساركوزي. لكن دومينيك دو فيلبان لم ينس حلم هذا الأخير لما أعرب عن رغبته في تعليق دوفيلبان من مخطاف جزار. كما لا زالت تحضره الحملة التي تعرض لها على أيدي أتباع الرئيس في قضية كليرستريم. هكذا أعلن وهو ضيف على مسائية القناة الأولى عن ترشحه، مشيرا إلى أنه يرغب في ممارسة السياسة بطريقة أخرى. «أنا ديغولي مستقل وفوق جميع الأحزاب». لكن المقربين منه هالتهم جرأة المرشح الجديد الذي عليه الآن دخول اللعبة بناء على قواعد جديدة وبإمكانيات مادية وبشرية هائلة، هي أبعد من أن تكون بحوزته. كما أن هذا الترشيح من شأنه تهديد الرئيس ساركوزي الذي قد يجد نفسه أمام تشرذم لليمين بعد دخول الحلبة كل من فرانسوا بايرو( تيار الوسط)، كريستين بوتان (عن المسيحيين)، كورين لوباج (كاب 21)، نيكولا ديبون-إينان ( حركة الداعين إلى السيادة الفرنسية) هيرفي موران ( حزب الوسط)، وفريديرك نيهوس ( عن حزب الصيد البري، البحري، الطبيعة والتقاليد). ومباشرة بعد الإعلان عن ترشحه، توالت نداءات شخصيات مقربة من ساركوزي لدعوة دومينيك دوفيلبان إلى التراجع عن قراره. هل هذا الترشح هو من أجل المزايدة للحصول على منصب وزاري أم بهدف إيقاف تحرشات القضاء التي قد تستهدفه بعد قضية كليرستريم؟
عودة المسيح بعد مدينة تولوز، قدم يوم الخميس الماضي بباريس العرض الافتتاحي لمسرحية «غولغوتا بيكنيك» للمخرج الإسباني-الأرجنتيني رودريغو غارسيا. وكما كان متوقعا اعتصم بالقرب من مسرح الرون بوان، الواقع بجادة الشان إيليزيه، مئات المتظاهرين من الأصوليين الكاثوليك للتنديد بهذا العرض المسرحي الذي قدم عن المسيح لوحات ساخرة بل قادحة، ناعتا أياه ب«الديماغوجي الأول». وقد سبق أن استقبل العرض في مدينة تولوز بنفس الاحتجاجات والمظاهرات. وهي ثاني مرة، في ظرف ثلاثة أسابيع، يخرج فيها الكاثوليك المتطرفون بعد الاعتصام الذي نظموه أمام بلدية باريس ومسرح الشاتليه احتجاجا على عرض مسرحي آخر في عنوان «في مفهوم وجه المسيح» للمخرج المسرحي الإيطالي روميو كاستيلوتشي. يعتبر هؤلاء الكاثوليك المتطرفون، الذين أطلق عليهم البعض «الصليبيون الجدد»، وعلى رأسهم بعض القساوسة، أن الأمر يتعلق بتحرش عنيف الهدف منه نزع القداسة والألوهية عن شخصية المسيح. وكانت هذه الذريعة كافية للخروج في مظاهرات والتنديد بما أسموه ب «المسيحوفوبيا»، أو معاداة المسيحية. لكن الدوافع التي تحرك رغبات هؤلاء المتظاهرين تتعدى في الواقع خدش المشاعر الدينية لتترجم في الواقع الطموح إلى إنجاز مشروع سياسي ديني يقوم على إحياء الروح الصليبية في الجسم الواهن للكنيسة الكاثوليكية. وفي هذا الإطار تعتبر حركة «سيفيتاس» رأس حربة هذا المشروع. وتعني «سيفيتاس» في اللغة اللاتينية «مواطن»، لكنها استعملت هنا للدلالة على حركة تدعو إلى إعادة إقرار ملكوت المسيح على الأرض، سعيا إلى إنجاز خلاص البشرية. ويبلغ عدد نشطاء الحركة في مجموع التراب الفرنسي مائة ألف عضو. كما يرتبط التنظيم بشبكة كاثوليكية أصولية لها روابط متينة على المستوى الأوروبي . وترفع الحركة شعارات من قبيل: «فرنسا مسيحية ويجب أن تبقى كذلك». «لا علمانية ولا ديمقراطية، فرنسا مسيحية». وقد ناهض التنظيم ولا يزال جميع أشكال الثورات: الثورة الإصلاحية، الأنوار، الليبرالية، الديمقراطية، العلمانية، الاشتراكية، الشيوعية، واليهودية الماسونية وأخيرا الثورة العربية. وكانت حركة سيفيتاس من وراء عملية التفجير التي استهدفت عام 1988 القاعة السينمائية التي عرضت فيلم مارتان سكورسيزي، «الإغراء الأخير للمسيح». وفي السنة الماضية هشم بمدينة آفينيون أعضاء من نفس التنظيم لوحة شهيرة للفنان التشكيلي آندريس سيرانو تحت عنوان «تبول المسيح».. الخطير في الأمر أن هذا التنظيم يقوم مقام رأس حربة لليمين المتطرف، إذ تتقاطع وتلتقي أطروحة الطرفين حول فكرة محورية تتلخص في رد الاعتبار للعرق المسيحي وتخليص فرنسا بل مجموع العالم الغربي من الحضور الأجنبي بما يمثله ويرمز له من تثاقف واختلاط وعولمة. ويدعو الطرفان إلى تهيئة الظروف لعودة المسيح كي يقوم بعمل الإنقاذ والخلاص. ويعتبر آلن إيسكادا حامل لواء النشاط المتطرف لتنظيم سيفيتاس. فقد عمل هذا المكتبي البلجيكي في صفوف الجبهة الوطنية البلجيكية وتقدم للانتخابات التشريعية في لوائح حزب اليمين المتطرف البلجيكي. ويشغل اليوم منصب الأمين العام للتنظيم. ينظر آلن إيسكادا إلى تنظيم سيفيتاس كقوة ضغط سياسي وثقافي. وقد نجح في إقناع بعض النواب الفرنسيين بوضع مقترحات قوانين أمام البرلمان تمنع الدولة بموجبها تقديم المساعدات المادية للمسارح وقاعات العروض التشكيلية التي تبرمج أعمالا تمس بالدين المسيحي. بعد أن أثارت حركة سيفيتاس الكثير من الهرج الإعلامي من حول التهديدات التي تتعرض لها الهوية الكاثوليكية، أمكن لمارين لوبان البارحة بمدينة ميتز الدخول إلى المشهد لإطلاق حملتها الانتخابية. وقد شددت رئيسة الجبهة الوطنية المتطرفة على أحقية القيم الوطنية بصفتها البديل الأمثل لقيم العولمة بما تمثله من تلاقح وتبادل بين الأفراد في القرية الكونية. أليس هذا المشروع مستهلا لحرب صليبية جديدة؟ الانتحار ومسبباته « هل فكرت في غضون هذا العام في الانتحار؟». عن هذا السؤال الغريب، أجاب 3,9% من الفرنسيين بنعم فيما اعترف 5,5% منهم، تتراوح أعمارهم بين 15 و 85 سنة، بأنهم قاموا بمحاولة انتحار فاشلة. في الدراسة التي أشرف عليها المعهد الوطني للوقاية والتربية، نقف عند اليأس الذي تمكن من بعض شرائح المجتمع الفرنسي وجسامة ظاهرة الانتحار. وأشار فرانسوا بيك، أحد محرري الدراسة إلى أن معدلات الانتحار في فرنسا هي بنفس معدلات الانتحار التي تعرفها بلدان مثل فنلندا، ليتوانيا، هنغاريا، وسلوفينيا. وأوضحت الدراسة أن النساء ينتحرن أكثر من الرجال. ويمثل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 55 سنة الشطر الذي يعرف أعلى نسبة. على المستوى الجغرافي يلاحظ أن النسبة مرتفعة في مناطق شمال وغرب فرنسا. كما أن الرجال والنساء ليسوا سواسية أمام الانتحار. كما تختلف طرق الانتحار بين الرجال والنساء. في الوقت الذي يلجأ فيه الرجال إلى شنق أنفسهم، إلى الأسلحة النارية، أو إلقاء أنفسهم من طوابق العمارات، فإن النساء يقدمن على الانتحار بتناول الأدوية. وتقف اعتبارات العزلة، الإدمان على الكحول، البطالة من وراء ظواهر الانتحار. اليمين المتطرف يغازل الإسرائيليين كانت الزيارة التي جمعت مارين لوبان، رئيسة الجبهة الوطنية، ورون بروزور، سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة في الثالث من نوفمبر الماضي، المستهل الذي شجع الجبهة المتطرفة على فتح أبواب الحوار بين الطرفين. وفي هذا الاتجاه تندرج الزيارة التي يقوم بها لوي آليو، الرجل الثاني في الحزب، إلى الدولة العبرية. الأهداف هي بالكاد انتخابية، أي السعي إلى جلب أصوات الناخبين الإسرائيليين-الفرنسيين للتصويت على أطروحات اليمين المتطرف ومحاولة بيع صورة أقل شيطانية مما يروج له يهود فرنسا. وتتقاطع أطروحة اليمين المتطرف مع أطروحات الليكود الحاكم فيما يخص النظرة المشتركة للعرب والفلسطينيين كونهم «إرهابيين». على أي، وللحصول على أصوات الناخبين الإسرائيليين-الفرنسيين، فالجبهة على استعداد للتحالف مع الشيطان. قطر بعد أن «اشترت» نادي باري سان جيرمان ( يتصدر ترتيب القسم الأول) وطرحها على الطاولة ل61 مليون أورو في كل موسم لنقل مباريات عصبة الأندية الأوروبية البطلة التي كانت حصرا على قناة كانال +، يستعد النادي الذي بعث من رماده بفضل الأوروات التي ضخها ولي عهد قطر، الشيخ تميم آل ثاني، لشراء اللاعب الدولي دفيد بيكام. وحسب صحيفة لوباريزيان، فإن النادي يتأهب لاستقبال هذا النجم من دون الكشف عن مبلغ الصفقة. وسيكون ل«تجنيد» اللاعب انعكاسات كبيرة على النادي، ليس فحسب انعكاسات مادية بل معنوية: ماديا، شرعت شركة نايك في إعداد الماركيتينغ المناسب لتلبية رغبات عشاق النادي وعشاق النجم بإمدادهم بالأحذية والأقمصة التي من المرتقب أن ترتفع الطلبات عليها.
دق السيوف لا زالت رشيدة داتي تقارع السيف مع فرانسوا فيون، الوزير الأول الفرنسي وذلك على خلفية ترشحه أو بالأصح إنزاله المظلي من طرف الحزب ( التجمع من أجل حركة شعبية)، للانتخابات التشريعية المزمع عقدها في شهر يونيو القادم، في المقاطعة السابعة بباريس، التي تقع تحت تسيير رشيدة داتي. وعلى الرغم من أن أغلبية من قاطنة المقاطعة تؤيد وصول فيون كمرشح فإن داتي ترى في هذا «الإنزال» عملا عدوانيا موجها ضدها من طرف أعداء خفيين يسعون إلى تهميشها من المشهد السياسي. وفي رسالة موجهة إلى الوزير الأول نشرتها بجريدة لوموند، تحدثت عن هذا «الإنزال» كخطأ سياسي لا يغتفر. ولدرء الصدع، اقترحت نادين مورانو، المكلفة بالانتخابات الجهوية، على رشيدة داتي طرح ترشيحها بالشالون سير صون، مسقط رأسها. فيما اقترح البعض الآخر حلا أكثر راديكالية: طرد رشيدة داتي من حزب التجمع!