أحالت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بالعونات، صباح أول أمس الثلاثاء، على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بسيدي بنور، خمسة متهمين بالضرب والجرح الخطيرين في حق شهود إثبات في ملف نزاع عقاري، بينما لا يزال أربعة متهمين آخرين في حالة فرار. وحسب الشكايات الموجهة إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بسيدي بنور، تتوفر «المساء» على نسخ منها، فالشهود المعتدى عليهم، الأسبوع الماضي، كانوا قد تقدموا أمام المحكمة للإدلاء بوقائع في ملف نزاع عقاري بين المشتكى بهم وصاحب الضيعة الذي يشغل الشهود، ومباشرة بعد توجههم إلى ضيعة فلاحية ب»مزارع دوار الشعبة خميس القصيبة»، فوجئوا بهجوم المشتكى بهم جميعا، مدججين ب«العصي والسكاكين»، وشرعوا في الاعتداء عليهم مما أسفر عن إصابتهم بجروح خطيرة تطلبت نقل أحدهم إلى مستشفى بن سينا بمدينة الرباط لتلقي الإسعافات الأولية. وحسب شكايات الضحايا، فقد أصيب أحدهم في بطنه وتوعك حاد في ذراعه اليمنى، وكان من أعراض هذا الاعتداء، حسب وصفة طبية، أن أحدهم أصبح «يتبول الدم»، حيث سلمت إليه شهادة طبية أولية مدة العجز فيها 22 يوما وصور فوتوغرافية. وفي سياق متصل، تعرض ضحية آخر للضرب المبرح فسقط أرضا وأغمي عليه، حيث تسبب له هذا الاعتداء في كسر في «أنفه وسقوط خمسة من أسنانه» وكذا جرح عميق في ساقه اليمنى، حيث سلمت إليه شهادة طيبة مدتها 30 يوما. وارتباطا بالموضوع، يوجد بين المتهمين ظنين موضوع مذكرة بحث من قبل الدرك الملكي لسيدي بنور، وحسب معطيات توصلت إليها «المساء»، فالظنين المبحوث عنه سبق أن توبع في ملف يتعلق بالهجوم على مسكن الغير والسرقة ولا يزال منذ 6 سنوات في حالة فرار، وكانت عناصر الدرك الملكي استعانت بشهادة «شيخ القبيلة» بجماعة القصيبة قيادة العونات، الذي أكد أنه يعرف المشتكى به، مدعيا أنه غادر الدوار المذكور منذ مدة في اتجاه مجهول، لكن ارتكابه لهذا الاعتداء يؤكد أنه يوجد في جماعة القصيبة. وفي علاقة بالموضوع، أكد المحامي بوشعيب الصوفي، دفاع الضحايا، أن الاعتداء على موكليه جاء بعدما اكتشف المشتكى بهم أن العدالة ستصل إلى حقائق الملف العقاري المتنازع عليه، واعتبر أن الشهود كانوا يمثلون «عيون العدالة حيث تم الاعتداء عليهم وتهديدهم في سلامتهم الجسدية». وأفاد الصوفي أن هذا الاعتداء على الشهود هو «إفراغ للعدالة من محتواها بسبب الترهيب وصدهم عن أداء واجبهم»، وهو في حد ذاته» اعتداء على العدالة نفسها» في الوقت التي تسعى فيه الجهات الوصية إلى إقرار قانون يوفر الحماية لشهود الإثبات. وأكد أن أحد الضحايا لا يزال يتلقى الإسعافات في مستشفى بن سينا بالرباط، ولا يستبعد أن يتسبب له هذا الاعتداء في عاهة مستديمة في المستقبل.