يتذكر الكل قصة مثيرة اهتزّ لها إقليمالصويرة في السنة الماضية، بعد أن أقْدم شخص على قتل زوجته، بعد اكتشافه خيانتها له، مع ابن عمها، حيث وجدهما داخل منزله في حالة تلبّس... فوجئ سكان الدوار القريبين من مسرح الجريمة بصراخ يعلو المكان، فتوجَّه عدد منهم إلى المنزل مصدر الصراخ إلا أنه كان مغلقا من الداخل، فقاموا بكسر بابه، فإذا بهم يجدون جارهم وقد استلّ سكينا وكل جسده ملطخ بالدماء، وهو في حالة هستيرية يصرخ منهارا أمام ما رأت عيناه.. تمكَّن الجيران من تهدئته ونزع السلاح الأبيض الذي كان يحمله في يده حتى لا يقتل نفسه. لم تمضِ إلا دقائق معدودة حتى سمعوا أنينا خافتا يصدر من إحدى الغرف المجاورة، فهرولوا مسرعين إلى المكان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فوجدوا زوجته غارقة في الدماء، بعدما «غرز» في عنقها وفي مختلف أنحاء جسدها سكينا، فيما تكفّل الآخرون بتبليغ أقرب مركز للدرك الملكي، الذي انتقلت عناصر منه، على وجه السرعة، إلى مسرح الجريمة. وجد رجال الدرك المتَّهمَ في حالة هستيرية وهيجان شديد، بينما كانت جثة زوجته في الغرفة المجاورة، مضرجة في الدماء. لم ينْفِ المتهم الفعل الإجرامي الذي ارتكبه في حق زوجته واعترف بقتلها، لأنه كان مهووسا بحبها ولم يقو على رؤيتها تخونه، قبل أن يسرد تفاصيل الجريمة أمام رجال الدرك، مصرحا بأنه كان يتنقل بين العاصمة الاقتصادية وبلده، بحثا عن عمل آخر، عملا بنصيحة أحد المقربين منه، بعدما أنهكه الاشتغال في مجال الفلاحة، خاصة أن الدخل الذي يجنيه لا يسُدّ كل حاجيات ومتطلبات الحياة الكريمة، وبعد ذلك، تزوج من حبيبته. أوضح المتّهَم أنه استطاع أن يحقق الحلم الذي طالما رسمه في مخيلته، وهو الزواج من حبيبته في القرية التي يقطن بها وأقام حفل زفاف ممتاز ولم ينس اللحظات الجميلة التي قضاها مع زوجته. سافر إلى عمله بكل ارتياح وبشوق إلى العودة إلى حضنها ونسيان مشقّة العمل المضني، كما أنه كان يرسل إليها المال لتغطية المصاريف اليومية، حتى لا تحس بأي نقص تجاهه. مع موعد اقتراب سفره إلى أحضان زوجته، حمل الزوج معه الكثير من الشوق لزوجته. كان في كل مرة يخبرها عن موعد الزيارة، غير أن الصدفة لم تكن بالنسبة إليه «خيرا من ألف ميعاد»، عندما سافر إلى قريته دون أن يبلغ زوجته بالأمر، لأنه شعر بإرهاق شديد.. استقل المتّهم سيارة أجرة في اتجاه القرية. لكنه حين دخل بيته، لم يُصدّق ما رأته عيناه. أصيب بصدمة قوية عندما وجد زوجته بين أحضان ابن عمها. لم يتمالك المتهم أعصابه وهجم على ابن عم زوجته، إلا أنه فشل في التغلب عليه، بعدما أشهر الأخير في وجهه سكينا، دفاعا عن نفسه. وما إن شرعت الزوجة في الصراخ حتى استغل العشيق الفرصة ولاذ بالفرار، تاركا سلاحه وراءه.. لم يتردد الزوج من حمل السكين و«غرسها» في عنق زوجته «الخائنة»، ثم في شتى أنحاء جسدها، مدفوعا بإحساس بأن كل تضحياته من أجل تحقيق سعادتها قد ذهبت سدى، حين لم تحترم الزوجة حرمة زوجها في غيابه، فكان مصيرها القتل «انتقاما» لنفسه من زوجة أحبَّها وقابلت حُبَّه بمنح جسدها وشرفه لغيره.