تحول بيت المحجوبي أحرضان، رئيس حزب الحركة الشعبية، مباشرة بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية، إلى قبلة للعديد من الحركيين الغاضبين من النتائج التي حصدها حزبهم في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وحسب مصادر حركية، فإن القاسم المشترك بين أولئك الغاضبين كان هو المطالبة برأس العنصر، وبتدخل «الزايغ» العاجل، ودعوته إلى عقد مؤتمر استثنائي لمحاسبة العنصر على تدبيره لشؤون الحزب منذ المؤتمر الأخير ولمحطة 25 نونبر على وجه الخصوص. ووفق المصدر ذاته، فإن موجة الغضب المتزايدة التي يواجهها العنصر لن يطفئها غير تصحيح أخطائه بالإعلان عن الخروج من مجموعة «جي 8». ونقل المصدر الحركي عن أحرضان قوله، خلال الاجتماع الذي جمعه مع قيادة حزب العدالة والتنمية قبل انتخابات مجلس النواب ببيته بحي السويسي بالرباط، إن العنصر ارتكب أخطاء كثيرة، وأنه كان الأولى به التحالف مع الحزب الإسلامي لا التحالف مع «جي8»، الذي جر على الحركة المزيد من الاندحار على مستوى صناديق الاقتراع. وكشف المصدر نفسه أن بنكيران تعهد لأحرضان، في اتصالات جرت بينهما بعد إعلان النتائج، بضم الحركة إلى الأغلبية الحكومية في حال ما لجأ العنصر إلى الإعلان الرسمي عن فك تحالفه مع «البام» وباقي مكونات التحالف من أجل الديمقراطية. وحسب المصدر ذاته، فإن قرار التحالف مع «البام» و«جي 8» اتخذ من قبل العنصر، رغم وجود معارضة شديدة من قبل قيادات حركية عدة، وهي القيادات التي كانت تدفع في اتجاه التحالف مع الإسلاميين وتشكيل أغلبية حكومة تضم كلا من الاتحاد الاشتراكي والاستقلال والعدالة والتنمية والحركة الشعبية. إلى ذلك، كشف اجتماع المكتب السياسي للحركة، الذي انعقد مساء أول أمس، عن توجه قيادة الحزب إلى إرجاء الحسم في قراري الإعلان عن مغادرة التحالف من أجل الديمقراطية، والمشاركة في حكومة العدالة والتنمية، إلى ما بعد وضوح الرؤية بعد التعيين الملكي لرئيس الحكومة القادمة وتقديم حزب «المصباح» عرض المشاركة في حكومته. وحسب مصدر مقرب من قيادة الحركة، فإن هناك نوعا من التوجس بخصوص عدد الحقائب التي يمكن أن تستند إلى حزب، في ظل الحديث عن إسناد حقيبة واحدة له، وهو «ما يهدد الحزب بحرب استوزار قد تزيد الطين بلة». واعتبر المصدر ذاته أن الإعلان عن فك الارتباط مع «جي 8» خيار مطروح على أجندة القيادة، لكنها تحرص على إخراجه بشكل لا يثير غضب «البام»، ويجر عليها متاعب جديدة هي في غنى عنها بعد نكسة 25 نونبر الجاري، مشيرا إلى أن ما يتسرب من الكواليس الداخلية للحزب يشير إلى أن هناك شبه اقتناع بضرورة عدم الاصطفاف في المعارضة على اعتبار أن الحركة أدت الثمن غاليا حينما خرجت إلى المعارضة بمناسبة تشكيل حكومة عباس الفاسي. وفيما شهد اجتماع المكتب السياسي توجيه انتقادات إلى العنصر ولجنة الترشيحات من قبل بعض الأعضاء أثناء تقييمهم نتائج الحزب خلال انتخابات مجلس النواب، اعتبرت حليمة عسالي، عضو المكتب السياسي، أن قرار الانسحاب من «جي8» يجب أن يتخذ من قبل المكتب السياسي والمجلس الوطني، مشيرة إلى أن الجميع يتحمل المسؤولية بشأن النتائج التي حققها الحزب. إلى ذلك، اعتبرت فاطمة مستغفر، القيادية الحركية المستقيلة من المكتب السياسي، أن نكسة الانتخابات التشريعية هي فاتورة سوء التدبير وهيمنة فئة تقدم مصلحتها الشخصية على مصلحة الحزب. وقالت في اتصال مع «المساء»: «هؤلاء من يتحملون المسؤولية في إيصالنا إلى هذه النتائج الكارثية، والأمين العام الذي أفلح في استدرار عطفنا باعترافه بأنه يتحمل المسؤولية»، مشيرة إلى أن «أكبر غلطة ارتكبها العنصر هي إبعاد أحرضان».