فاز ثلاثة مصريين وسوريان ومغربيان بجوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافي في دورتها الثامنة (0102 -1102) والتي يمنحها «المركز العربي للأدب الجغرافي -ارتياد الآفاق»، ومقره أبو ظبي ولندن. ويمنح المركز جوائز ابن بطوطة سنويا منذ عام 3002 في فروع منها «تحقيق الرحلة» و»الدراسات في أدب الرحلة» و«الرحلة المعاصرة» و»اليوميات»، أضيفت إليها هذا العام جائزة الترجمة. وقد منحت الجائزة لأكثر من 04 فائزا في دوراتها الماضية. وقال المركز أول أمس السبت، في بيان، إن الأعمال الفائزة اختيرت من بين 81 عملا من 91 بلدا عربيا تقدمت إلى الجائزة، التي فاز بها المصريون محمد حرب وتسنيم محمد حرب وأحمد هريدي والسوريان فرج بيرقدار ونعمان الحموي والمغربيان مليكة الزاهدي وعبد النبي ذاكر. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد عبد النبي ذاكر أنها المرة الثانية التي يفوز فيها بهذه الجائزة، إذ تُوِّج بها سنة 5002 عن دراسة تحمل عنوان: «الرحلة العربية إلى أوربا وأمريكا والبلاد الروسية.» وقال إن هذا الفوز تتويج لمسار أكاديمي شهد تراكما نوعيا، سواء على مستوى النقد أو الترجمة أو التحقيق في مجال أدب الرحلة، كما يعني الإنصاف المستحَق لحفدة ابن بطوطة، ذاك الفتى الطنجي الذي يحظى بإعجاب العالم بأسره، موضحا أن المغرب بلد الرحالين الكبار، لذلك فهذه الجائزة بالنسبة إلى المغرب تكريس لمجد عريق في ارتياد الآفاق. أما أن يفوز بهذه الجائزة الدولية المهمة مغربيان فيعني -بالنسبة إليه- أن هناك أسماء مغربية كبيرة أخرى ستقول كلمتها في المستقبل القريب، مضيفا أن حضور اسم نسائي مغربي في قائمة الحاصلين على الجائزة هو إشارة واضحة إلى أهمية مجهودات المرأة في حقل الدراسات الرحلية. من جهة أخرى، وبخصوص أدب الرحلة في المغرب ودور الجامعة في تشجيع البحث في هذا المجال، أشار عبد النبي ذاكر إلى أن «المغرب عرف تحولا كميا وكيفيا في مجال الدراسات الرحلية لمدة أزيد من قرن»، وما هو منشور من أبحاث ودراسات رحلية إنما هو غيض من فيض كبير ما يزال في رفوف الجامعات، ينتظر همم الناشرين. وفاز المصريان محمد حرب وتسنيم محمد حرب بجائزة تحقيق المخطوطات (الرحلة الكلاسيكية) عن ترجمة وتحقيق كتاب «رحلات عثمانية في الجزيرة العربية والهند وآسيا الوسطى ما بين القرنين السادس عشر والعشرين»، وهو عبارة عن خمس مخطوطات لمجموعة من الرحالة... ويتضمن الكتاب، الذي يقع في مجلدين، تحقيقا لخمس مخطوطات عثمانية نادرة عُثِر عليها في مكتبات إسطنبول وتتعلق بجغرافيا الجزيرة العربية والرحلة إليها. وفازت المغربية مليكة الزاهدي بجائزة تحيق المخطوطات أيضا عن تحقيق كتاب «البدر السافر لهداية المسافر إلى فكاك الأسارى من يد العدو الكافر»، لمحمد بن عثمان المكناسي.. ويضم الكتاب رحلة المؤلف إلى جزيرة مالطة ومملكة نابولي في نهايات القرن الثامن عشر. بينما فاز المغربي عبد النبي ذاكر بجائزة الدراسات عن كتاب «رحالة الغرب الإسلامي من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر للهجرة»، لمحمد المغيربي. أما المصري أحمد هريدي ففاز بجائزة الرحلة المعاصرة التي تُمنَح لأفضل كتاب في أدب الرحلة لكاتب معاصر، عن كتاب «تونس البهيّة»، الذي وصفه بيان لجنة التحكيم بأنه «نص أدبي بارع يمزج وقائع التاريخ بملامح الجغرافيا ويُقدّم العديد من الأعلام العربية والأجنبية ولا يخفي ألمه من تلك القطيعة غير المبررة بين مغرب العالم العربي ومشرقه على صعد شتى، في مقدمها الفن والثقافة». وفاز السوري نعمان الحموي بجائزة ابن بطوطة للرحلة المترجمة عن ترجمة كتاب «السفر مع تشي غيفارا.. صناعة ثائر» تأليف ألبرتو غرانادو، الذي يقدم صورة تاريخية وثائقية مهمة عن حال مجتمعات أمريكا الجنوبية. ووصف بيان لجنة التحكيم مؤلف اليوميات بأنه «رحالة من طراز خاص، إنه الطبيب ألبرتو غرانادو، رفيق غيفارا في رحلتهما على دراجة نارية في مطلع الخمسينيات حول أمريكا اللاتينية، إثر تخرجهما في الطب في بوينس آيرس... يكشف لنا، بلغة بسيطة وبارعة، عن الصور الحميمة لصديقه عن جوانب لا قِبَل لأحد غير هذا الصديق بأن يكشفها. نحن نتعرف في هذه الصفحات على تشي غيفارا، الشاب الرومانسي الثوري المغامر، شاب يغمره حس الدعابة...» وفاز بجائزة اليوميات السوري فرج بيرقدار، عن كتاب «الخروج من الكهف.. يوميات السجن والحرية»، الذي اعتبره بيان لجنة التحكيم «يوميات جارحة لشاعر قضى شطرا من شبابه ورجولته في زنازين السجن السياسي ولم يفقد لحظة واحدة الأمل في الحرية. به تكافئ لجنة التحكيم أدب الحرية والكفاح الإنساني لأجل كرامة البشر وسعادتهم» وقال الشاعر السوري نوري الجراح، المشرف على المركز وجائزته، إن «الجائزة تُمنَح هذا العام في ظل مناخ عربيّ عاصف ومُبشّر بإنجازات خلاقة... في ظل مناخ عربي ثوري هو بمثابة إبداع خلاق عبّر عن نفسه هذه المرة بما أخذ العرب يكشفون عنه من مواطن القوة والثورة والنهوض نحو الحرية». وأضاف أن عطر الربيع العربي يفوح الآن في العالم وأن كلمة «الميدان» نسبة إلى «ميدان التحرير»، الذي كان بؤرة الاحتجاجات على حكم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، أصبح لها «وقع سحري آسر وملهم» في كثير من عواصم العالم. وقال راعي المركز وجائزته الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، في البيان، إن مشروع «ارتياد الآفاق» قد رسّخ أقدامه في أرض الثقافة العربية كمشروع عربيّ مستقل، كما بشر بقيّم الحرية، حرية التفكير وحرية السفر والتجوال وحرية الكتابة والتعبير وحرية التصريح وحرية النزهة في عالم الثقافة والناس.. نسمع هتاف الحرية في كل حاضرة وميدان من حواضر العرب وميادين الشباب». والمركز العربي للأدب الجغرافي مشروع ثقافي عربي مستقل غير ربحي، تأسس عام 0002 بفضل جهود ثلاثة من الشعراء العرب هم السويدي والجراح وعلي كنعان. ويحمل المركز شعار «جسر بين المشرق والمغرب وبين العرب والعالم» ويعنى بإحياء أدب الرحلة والأدب الجغرافي العربي والإسلامي. ويُنظّم المركز سنويا ندوة عن أدب الرحلة في بلد عربي أو أجنبي. وقد استضافت الندوةَ في السنوات الماضية عواصمُ منها الخرطوم والجزائر والرباط والدوحة.