يرى بعض النقاد أن السينما المكسيكية، التي قدمت فيلمين عن روايتين لنجيب محفوظ، كانت أكثرَ صدقا وقربا إلى أدب الكاتب المصري الحاصل على جائزة نوبل في الآداب عام 8891 من السينما المصرية!... وكان محفوظ أقربَ الأدباء المصريين إلى السينما، حتى إن الناقد اللبناني إبراهيم العريس أطلق عليه «أديب السينمائيين وسينمائي الأدباء»، كما كان، أيضا، الروائيَّ الأوفرَ حظا في تحويل أعماله إلى السينما، بل إن بعض أعماله أعيد إنتاجها. ففي عام 4691، أخرج حسام الدين مصطفى فيلم «الطريق» عن رواية «الطريق»، التي قُدِّمت عام 6891 بمعالجة أخرى في فيلم «وصمة عار» لأشرف فهمي، الذي قدّم أيضا معالجة لرواية «اللص والكلاب» في فيلم «ليل وخونة» عام 0991، تختلف عن فيلم «اللص والكلاب»، الذي أخرجه كمال الشيخ في الستينيات، وفيلم ثالث أنتجته أذربيجان منذ سنوات بعنوان «اعتراف» عن الرواية نفسها. وأنتجت السينما المكسيكية فيلمين عن روايتين لمحفوظ، أولهما «بداية ونهاية»، الذي أخرجه أرتورو ريبستين عام 3991، و«زقاق المعجزات» عن رواية «زقاق المدق»، من إخراج خورخي فونس عام 4991 وقامت ببطولته سلمى حايك. وقال العريس، في دراسة ضمن كتاب «نجيب محفوظ سينمائيا»، إن ريبستين رأى المكسيك من خلال رواية محفوظ، التي لم يجد صعوبة في تحويلها إلى فيلم. وأضاف أن محفوظ شاهد الفيلم ولمّح (من دون أن يقول ذلك صراحة) إنه للأسف وجد أن هذا الفنان المكسيكي أي (ريبستين) قد فهم أدبه سينمائيا أفضل مما فعل أي سينمائي عربي.. (تهذيب محفوظ الفائق منعه من قول هذا).