عاد زوال أمس الثلاثاء إلى أرض الوطن أنصار الوداد ال9 الذين تم اعتقالهم يوم الأحد 13 نونبر الجاري من طرف السلطات الأمنية بمطار قرطاج بالعاصمة التونسية، بعدما وجهت إليهم الشرطة التونسية تهما اعتبرها مسيرو الوداد مصطنعة، حيث وجدوا في استقبالهم بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، العديد من أفراد عائلاتهم وأصدقائهم، فضلا عن بعض ممثلي الجمعيات المساندة للوداد وبعض أنصاره، إذ استقبل أهالي معتقلي أحداث ما بعد المباراة التي جرت بين الترجي والوداد لحساب إياب نصف نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية، فلذات أكبادهم في أجواء مثيرة. وحل المعتقلون ال9 بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، بعدما تم إطلاق سراحهم مساء أول أمس الاثنين، بأحكام أصدرها القضاء التونسي في الساعة الرابعة والنصف من زوال اليوم ذاته، بتوقيت تونس، وأدان بموجبها المتهمين ال9 بعقوبات حبسية موقوفة التنفيذ تراوحت مدتها بين شهرين و4 أشهر، وكان بإمكان هؤلاء حين تمتيعهم زوال أول أمس الاثنين بالإفراج، العودة إلى المغرب رفقة البعثة المتشكلة من عبد الإله أكرم رئيس الوداد، والوالي العلمي ممثل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لكن تعقيدات المسطرة القضائية في تونس، أخرت موعد سفرهم إلى وطنهم إلى زوال أمس الثلاثاء، بعدما دعت إلى خضوع الأحكام الصادرة عن القضاء التونسي إلى الترتيبات الإدارية اللازمة لتمكين الأنصار ال9 من مغادرة مطار قرطاج. ولم يحصل معتقلو الوداد على البراءة من التهم الموجهة إليهم من طرف السلطات الأمنية، رغم تحمل رئيس الوداد تكاليف الخسائر التي جاءت في محضر الضابطة القضائية، وحصوله على التنازل من الجهات المتضررة من الأحداث المنسوبة للأنصار ال9 لناديه، بعد تأدية رئيس الوداد لقيم مالية مهمة، بل ساهم في إطلاق سراح المعتقلين ال9 الجهد الكبير الذي بذله الطاهر خنطاش، نائب رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم، ورئيس اللجنة التنظيمية في هذه الهيئة، بعد ربطه العديد من الاتصالات المكثفة مع وجوه وازنة في وزارة العدل ببلده، وإقناع الأقسام العليا في الهيئة القضائية بتونس بإعطاء أوامرها بغرض تنازل رئيس المحكمة عن مقتضيات المحضر القضائي، وساعده في ذلك انتماؤه إلى وزارة العدل، بصفته قاضيا يتمتع باحترام واسع وتقدير كبير في هيئة القضاء، كما لعبت المجهودات التي قدمها نجيب الزروالي سفير المملكة بتونس دورا ملموسا في حصول معتقلي الوداد على أحكام موقوفة التنفيذ، وتمتيعهم بالسراح دون المتابعة، بعدما كان القاضي المكلف بالملف يستعد لإصدار أحكام قاسية حددها القضاء التونسي في 8 سنوات و15 يوما. وقضى المعتقلون ال9 من أنصار الوداد، وهم يونس بن محمد أيد علي ومهدي كولي وكريم حرير ومحمد الزريري وعبد الرحمن الشوابني وأنس الميال وياسين بن محمد مضحي ويوسف أفيد وطارق بن ميلود بقالي، 9 أيام صعبة في أحد سجون العاصمة التونسية، بعدما أصدر قاضي التحقيق بالدائرة السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي، أوامره بإيداعهم يوم الاثنين 14 نونبر الجاري بالسجن بتهم القيام بأعمال التخريب بمطار قرطاجبتونس، والإضرار عمدا بملك الغير والاعتداء على موظف عمومي أثناء مباشرته لمهامه، وإحداث الفوضى والتشويش في مكان عمومي.