لازال عدد من المواطنين المغاربة عالقين بمطار تونسقرطاج الدولي، حيث لم يتمكنوا من العودة إلى ليبيا بعد رفض سلطات المطار السماح لهم بدخولها، لعدم توفرهم على تذكرة الطائرة ذهابا وإيابا. وقد عبر المواطنون المغاربة عن استيائهم وتذمرهم من المعاملة التي قوبلوا بها من قبل السلطات التونسية في مطار قرطاج الدولي، بعدما قرروا العودة إلى ديارهم بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى، الذي احتفلوا به في المغرب برفقة ذويهم وعائلاتهم. مغاربة ليبيا، الذين مازالوا عالقين بالمطار التونسي برفقة أبنائهم، قضوا ما يزيد على 28 سنة بالتراب الليبي، وخلال هذه المدة، يقول أحدهم في اتصال هاتفي ب»المساء»: «لم نمنع يوما، بل بالعكس كانت السلطات الليبية تتعامل معنا ولا زالت بكل احترام، لكن ما حدث لنا في تونس هو بمثابة احتقار لنا، خاصة بعدما شنف بعض التونسيين أسماعنا بشتائم جعلتنا نشعر بمرارة الحكرة»، يضيف نفس المتحدث. وقد استنكر المغاربة عدم سماح السلطات التونسية بعودتهم إلى ليبيا، بدعوى عدم توفرهم على العملة أو عدم توفرهم على تذكرة الطائرة ذهابا وإيابا، مستغربين هذا الإجراء، الذي اعتبروه «عنصريا في حقهم». المغاربة العالقون، إلى غاية كتابة هذه السطور، في مطار قرطاج، استقلوا الطائرة القادمة من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء على نية الوصول إلى تونس للعودة إلى ليبيا، لكن عند وصولهم إلى المطار تم منعهم من السفر، لهذا اعتبروا أن ما يحصل لهم بالمطار هو حقا «مهزلة»، مؤكدين أنهم محرومون من الأكل والشرب، وأنهم ظلوا أياما يتجرعون مرارة الجوع، في ظل غياب أي تدخل من السفارة المغربية بتونس، مطالبين الحكومة المغربية ووزارة الخارجية بالتدخل لتأمين عودتهم بسلام إلى مقر إقامتهم بليبيا. وقد ازدادت أوضاع مغاربة ليبيا سوءا في الآونة الأخيرة، بعدما عرفته ليبيا من أحداث جعلت الكثير منهم يعود أدراجه إلى المغرب، في الوقت الذي فضل البعض الآخر الاستمرار في الاستقرار فوق التراب الليبي حفاظا على ممتلكاته.