ينطلق اليوم الأربعاء 16 نونبر، منتدى «ميدايز» الدولي في نسخته الرابعة بطنجة، والذي سيستمر إلى غاية ال19 من نفس الشهر، بمشاركة أزيد من 200 متدخل من دبلوماسيين وسياسيين ومسؤولين رفيعي المستوى وخبراء اقتصاديين، وستكون ثورات «الربيع العربي» وانعكاساتها الاقتصادية والسياسية، المحور الأساسي لهذه الدورة. وستستقبل دورة منتدى «ميدايز»، المنظم من طرف معهد «أماديوس»، أسماء سياسية بارزة، في مقدمتها محفوظ رحيم وكيل وزارة الخارجية عن المجلس الانتقالي الليبي، الذي عوض محمود جبريل أحد أبرز القيادات السياسية التي أسهمت في الإطاحة بنظام القذافي بليبيا، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، ومسؤول ملف المفاوضات بالسلطة الفلسطينية صائب عريقات، ووزير الصناعة والطاقة الفرنسي إيريك بيسون، بالإضافة إلى وجوه سياسية واقتصادية أخرى بارزة. وكانت مجموعة من المصادر أشارت إلى إمكانية حضور دبلوماسي بارز يمثل الحكومة الإسرائيلية، على غرار الدورتين السابقتين، وأشارت المصادر نفسها، إلى أن هذا الدبلوماسي قد يكون رئيس القسم السياسي لوزارة خارجية بينيامين نتانياهو، التي يديرها وزير ينتمي إلى حزب يميني متطرف هو أفيغدور ليبرمان، لكن إلى حدود الساعة، تخلو لائحة المدعوين الرسمية من أي مشاركة إسرائيلية، الأمر الذي يفسر عدم الدعوة إلى أي وقفة احتجاجية ضده من طرف هيئات حقوقية وجمعوية، كما كان الشأن خلال فعاليات الدورتين الثانية والثالثة. ومن المنتظر أن يناقش المنتدى في شقه السياسي الوضعية السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في خضم الثورات العربية التي أطاحت بأنظمة تونس ومصر وليبيا، وتهدد النظامين السوري واليمني، وسيتدارس المشاركون الرهان الأمني بالمنطقة العربية، والرفع من وتيرة تبادل التجارب وشراكات جنوب جنوب، وتعزيز الديمقراطية ودولة القانون ببلدان جنوب المتوسط، إلى جانب تطورات القضية الفلسطينية وتأثيرات المناخ السياسي الإقليمي والعالمي عليها، وغيرها من المواضيع. كما سيتدارس المنتدى قضايا تهم النظام المالي العالمي، وخاصة ما يتعلق بالأزمة الاقتصادية لمنطقة اليورو، التي أدت إلى سقوط الحكومتين اليونانية والإيطالية وهزت الاستقرار الاجتماعي بالمنطقة، إضافة إلى موضوع التحديات المناخية الراهنة. ويأتي توقيت الدورة الحالية من منتدى «ميدايز» في غمرة الدعاية الانتخابية للأحزاب السياسية، و»الدعاية المضادة» من طرف حركة 20 فبراير بطنجة الداعية للمقاطعة، الشيء الذي يفسره مراقبون بكون إدارة المنتدى، التي يرأسها إبراهيم الفاسي الفهري، نجل وزير الخارجية المغربي، اختارت عمدا هذا التوقيت لتبقي المنتدى بعيدا عن الحراك الاجتماعي والسياسي الذي تشهده المدينة.