سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس الفاسي يصف «مجموعة ال8» ب«الخلطة» ويصف أعضاء النهج الديمقراطي ب«العدميين» الاستقلاليون يراهنون على «بركة» مولاي إدريس لترؤس أول حكومة في الدستور الجديد
التحق عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال و«أول رئيس حكومة» في ظل الدستور الجديد (كما يحلو له أن ينعت نفسه)، بكوكبة السياسيين الذين وضعوا نصب أعينهم «مناهضة» تحالف مجموعة ال8. الفاسي الذي دشن الحملة الانتخابية لحزب الاستقلال رفقة عدد من قياديي الحزب بتجمع كبير نظم في مركب رياضي وسط العاصمة العلمية، مساء أول أمس الأحد، وصف التحالف ب«خلطة»، فيها الاشتراكي والرأسمالي والليبرالي والإسلامي. وذكر بأن لا مشكلة لحزبه مع تأسيس الأحزاب، ولكن مشكلته مع «العصا السحرية» التي تخلق هذه الأحزاب، دون أن يحدد ما يقصده بهذه «العصا السحرية» التي رددها أكثر من مرة في كلمته. وبلغة تشبه لغة الأحزاب المعارضة، قال عباس الفاسي إنه ينتظر انتخابات نزيهة وشفافة ودون استعمال المال، مضيفا بأن «جلالة الملك هو الضمانة الأساسية» لذلك. الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي تفادى أن يوجه الكلام لأي جهة بالاسم، قال إنه «يجب أن نتقي الله في شعبنا لكي يختار من يريد ويصوت على من يريد». كما تحدث عن وجود «ارتباك» في المشهد السياسي بسبب تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، دون أن يسميه. وأورد بأن هذا الارتباك أضر بسمعة المغرب في الخارج. واستعاد الفاسي، وهو يتحدث عن هذا «الارتباك»، تجربة «الفديك» الذي وصفه بأول حزب إداري خلقته وزارة الداخلية. وأشار، وهو يستعيد التاريخ السياسي المعاصر للمغرب، إلى أن حالة الاستثناء التي تلت أحداث هذا الحزب ضيعت الفرصة على المغرب وشوهت صورته. وعندما حلت الانتخابات التشريعية لسنة 1970 لم يشارك فيها كل من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، قبل أن يشهد المغرب أحداث السبعينيات. ويرى عباس الفاسي بأن سبب هذه الأحداث يكمن في أن المغرب بقي بدون معارضة وبدون أحزاب وطنية. وإلى جانب تحالف ال8 وحزب الأصالة والمعاصرة، وجه عباس الفاسي انتقادات لاذعة إلى من أسماهم «العدميين»، الذين يشجعون، في نظره، المقاطعة، وهم ضد المؤسسات الدستورية. وتحدث، في هذا الإطار، عن حزب سياسي يدعو إلى المقاطعة، قال عنه إنه معروف وله علاقة مع البوليساريو ومع زعيمها، محمد عبد العزيز المراكشي، في إشارة إلى حزب النهج الديمقراطي. ووقف عباس الفاسي مطولا عند مساره المهني والسياسي، وقال إنه يفتخر بأنه أول وزير أول مغربي يحمل لقب «رئيس حكومة» بعد التعديل الدستوري الجديد. واستعرض، في السياق ذاته، منجزات حكومته، وهي المنجزات التي وصفها ب«الجيدة»، رغم الأزمة العالمية ورغم الفيضانات التي ضربت بعض المناطق الصناعية، حسب تعبيره. إذ قفز الاستثمار العمومي، حسب أرقامه، من 83 مليار درهم سنة 2007 إلى 178 مليار درهم حاليا. وفي الفترة ما بين 2007 و2011 خلقت الحكومة حوالي 71 ألف منصب مالي في الوظيفة العمومية، وتقدم تنقيط المغرب في مناخ الأعمال ب21 رتبة، واستفادت الطبقة العاملة من الزيادات، وألغيت السلالم الدنيا في الوظيفة العمومية، مضيفا أن عدد المتابعين بتهم الفساد بلغ حوالي 30 ألف موظف، وقبل سنة 2007 كان عدد المتابعين محددا في 3 آلاف متابع فقط. كما تم عزل حوالي 50 رئيس جماعة. ويراهن الاستقلاليون على «بركة» مولاي إدريس، مؤسس الدولة المغربية، ودفين فاس العتيقة، لترؤس أول حكومة في الدستور الجديد. ويقول عدد منهم إن الحزب تمكن من الفوز بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية السابقة، ونجح في تكوين الحكومة المنتهية ولايتها، بعدما «تبرك» بمولاي إدريس، ودشن حملته الانتخابية بفاس، التي مدحها كثيرا عمدة فاس، وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، في المناسبة ذاتها، ووصفها بالمدينة المقدسة وبالعاصمة السياسية الأولى للمغرب، ونعت سكانها ب«الأوفياء».