قررت عائلة عمدة فاس، حميد شباط، أن تحذو حذو عدد من «العائلات السياسية» التقليدية بالمغرب، عبر الدخول إلى عالم الانتخابات بشكل جماعي وبأدوار موزعة ب«عناية»، فقد قرر عمدة فاس أن يقود لائحة حزب الاستقلال في «قلعته» الانتخابية المعهودة في منطقة زواغة بنسودة بفاس، فيما احتلت زوجته فاطمة طارق الرتبة الخامسة باللائحة الوطنية لنساء حزب الاستقلال بعدما تمكنت من إزاحة لطيفة بناني سميرس، ذات الاسم الرنان في حزب الاستقلال، كمنافسة كبيرة عن طريق صناديق الاقتراع، يقول أحد المقربين من عائلة العمدة شباط. وأرسل شباط ابنه نوفل إلى مدينة تازة ليدرج اسمه وصيفا في قائمة الاستقلالي محمد البورقادي. وكان اسم نوفل شباط قد أثير أكثر من مرة في قاعات المحكمة بفاس من قبل متهمين بالانتماء إلى «شبكة لترويج المخدرات الصلبة»، فيما اعتبر عمدة فاس، في رده على هذه الاتهامات، بأنها من صنع خصومه السياسيين. وتتحدر هذه العائلة من قرية «سبت بني فراسن» بضواحي تازة. وكانت جمعيات خيرية مقربة من العمدة وزوجته قد قدمت، في الآونة الأخيرة، عدة أعمال «خيرية» لفائدة أطفال هذه القرية، وقرئت هذه التحركات بأنها كانت عبارة عن استعدادات للعودة إلى «الأصل»، لكن بلباس انتخابي. وسيخوض شباط حملته الانتخابية، التي بدأها بلقاء عقده الجمعة الماضي بمركب ثقافي وسط المدينة، وانتقد فيه كلا من إلياس العماري وحكيم بنشماس، وهما من قادة حزب الأصالة والمعاصرة، في عدد من الأحياء الشعبية التي تحمل أسماء من قبيل «الشيشان» و«كريان الحجوي» و«ال45» و»لابيطا» و«المرجة»، وغيرها من الأحياء ذات الأسماء الغريبة التي نبتت كالفطر إبان فترات غض الطرف عن انتشار أحزمة البؤس بالمدينة.وتحتضن هذه الأحياء كثافة سكانية كبيرة سيتنافس على أصواتها، إلى جانب عمدة فاس، ما يقرب من 16 لائحة انتخابية، أبرزها لوائح كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الاتحاد الاشتراكي وحزب الاتحاد الدستوري. وتراهن فاطمة طارق، المستشارة الجماعية بجانب أغلبية زوجها العمدة في مجلس المدينة، ونائبة رئيس مقاطعة زواغة، على الظفر بمقعد في مجلس النواب القادم، إلى جانب زوجها العمدة، الذي لن يجد صعوبة، حسب بعض المراقبين، في الظفر بمقعده، والعودة إلى قبة البرلمان لولاية رابعة، في حين يرى المراقبون بأن لائحة الحزب في تازة ستجد صعوبة كبيرة في إلحاق الابن الوصيف بقبة البرلمان، لكن «التجربة» ستكون، على الأقل، مفيدة، حسب بعض المراقبين، للمشاركة في محطات انتخابية قادمة، تعد انتخابات الجهات أبرزها.