تعتبر الأعوام الخمسة الأولى من حياة الطفل، حقبة مهمة، تخضع فيها الأسرة لنوع من الضغوط غير الملموسة. وفي هذه الحقبة، يتعين على الأبوين تنمية قدرات الطفل على القراءة إلى جانب العمل على تدريبه على كيفية الإصغاء الصحيح.. والأطفال في هذا العمر يتحلون بالشوق والحركة، ومن الصعب عليهم الإصغاء. إنهم يحبون أن يتكلموا أكثر وأن يصغي الآخرون إليهم. وعلى الأبوين تدريب أطفالهم في هذه السن بالطرق غير المباشرة والأساليب البناءة جدا. إحدى الطرق التي تساعد الطفل على اكتساب مهارة الإصغاء والتركيز على المسائل المحيطة به، هي قراءة الكتب. الكتب التي تحمل رسالة خاصة فضلا عن كونها مسلية. وإن عملنا على تعزيز الرغبة في القراءة لدى أطفالنا في هذا العمر، فإنهم سيكونون حريصين في المستقبل على ممارسة القراءة، علما أن عامل القراءة لدى الأبوين وأثره على تحفيز الطفل وتشجيعه على القراءة لا يمكن أن يشكل شرطا لازما وأساسيا. وعلى الآباء أن يقرؤوا خلال هذه السنين، كتابا واحدا يوميا لأطفالهم على الأقل لكي يعلموهم بشكل غير مباشر بأن يخصصوا حتما وقتا للقراءة إلى جانب ممارسة أعمالهم وواجباتهم اليومية، وأن يعتبروا الكتاب جزءا لا يتجزأ من حياتهم. ومن أجل تحفيز الشغف لدى الطفل على القراءة، فإن بوسع الأبوين التحدث إلى أطفالهم عن شغفهم في مطالعة الكتب في طفولتهم ونجاحاتهم فيما يخص الكتاب والقراءة، لكي يحرص الطفل أيضا على قراءة الكتاب. وفي الحقيقة يجب تنبيه أطفالنا إلى أهمية ومتعة القراءة من أجل أن يحيوا حياة أفضل. ولندرب أطفالنا على أن قراءة الكتاب والمطالعة قبل النوم تساهم في تعزيز قواهم الفكرية، مثلما الحال بالنسبة لتنظيف الأسنان بالفرشاة وأهمية صحة الفم والأسنان قبل النوم. إن ذهن الطفل، يحظى بالحيوية والفاعلية وقوة الخيال، وإن إحدى طرق إنعاش قوة الخيال لدى الطفل، تشجيعه على القراءة، لأنه في تلك اللحظة التي يقرأ فيها الطفل الكتاب، فإنه ينهمك في تحليل القصة في ذهنه. وعندما نقرأ الكتاب لأطفالنا فإننا نعلمهم مهارة الإصغاء إلى جانب تنمية قواهم الفكرية والخيالية، لأن مستمعا جيدا بمقدوره أن يصبح مفكرا بارعا أو خطيبا مفوها.