دهست سيارة متخصصة في نقل الركاب بتنغير، ليلة أول أمس الأربعاء، رجلا مسنا كان على متنها، بعدما حاولت الفرار من قبضة «مجهولين» اعترضوا سبيلها وحاولوا إنزال من فيها لتفتيشهم، وذلك على خلفية المواجهات التي احتدمت مجددا بين قبيلتي «أيت حلول» و«أفانور» في سياق صراع تاريخي حول أراضي الجموع. وقالت المصادر إن أحد المعترضين حاول فتح باب السيارة ونزل منها المسن «ف.ح»، لكن السائق وخوفا مما لا تحمد عقباه حاول الفرار فدهس بعجلات السيارة رأس المسن. وعادت السيارة بركابها أدراجها بسرعة إلى وسط المدينة وقصدت مقر الأمن للتبليغ عن الواقعة. وتتحدر الضحية من قبيلة أخرى يرجح أنه لا علاقة لها بالصراع بين الطرفين. وخلفت المواجهات، التي تستعمل فيها مختلف أنواع الأسلحة البيضاء، العشرات من المصابين، بعضهم نقل إلى المستشفى الإقليمي في تنغير، والبعض الآخر ممن يوجد في حالة حرجة تم نقله إلى مستشفيات خارج المدينة، وتم إحراق ثانوية سيدي محمد بن عبد الله التي توجد على مقربة من ساحة المعركة بين القبيلتين. وقالت المصادر إن أجزاء من أرشيف هذه الثانوية تعرض للإتلاف. كما أوردت المصادر ذاتها أن منازل مدير المؤسسة وعدد من أعوان الإدارة تعرضت ل«المداهمة»، مما خلف خسائر مادية داخلها. ووجد مستعملو الطريق الرئيسية الرابطة بين الراشيدية وورزازات، والتي تمر وسط القبيلتين المتناحرتين طيلة يومي الثلاثاء والأربعاء، صعوبات بالغة في المرور، وذلك بعدما عمدت أطراف من الجانبين إلى تنظيم «نقط تفتيش» و«حواجز» في هذه الطريق، وذلك بحثا عن «خصومهم». واضطر عدد من مستعمليها إلى العودة إلى الأماكن التي جاؤوا منها في انتظار عودة «الهدوء». ولم يتمكن رجال الدرك والأمن من العودة إلى نقط تفتيشهم المعتادة في هذه الطريق بسبب هذه المواجهات التي انتقلت بعض شظاياها إلى وسط المدينة الذي شهد حالة هلع في صفوف سكانها ومرتاديها بسبب المطاردات التي تحصل بين الفينة والأخرى بين شباب القبيلتين. وكانت المنطقة قد شهدت، في الأشهر الماضية، مواجهات عنيفة بين عدة قبائل تتصارع حول أراضي الجماعات السلالية، حيث تدعي كل قبيلة من هذه القبائل أحقيتها في امتلاك مساحات شاسعة منها. وينتقد السكان تقاعس السلطات المحلية في التدخل لنشر الأمن في أطراف المدينة، فيما تشير بعض المصادر إلى أن السلطات تتخوف من أن يساهم تدخلها في صب الزيت على النار في مثل هذه المواجهات.