أثار شابان كانا في حالة سكر طافح أجواء من الرعب والارتباك عند البوابة الرئيسية للثانوية التأهيلية عمر الخيام، حيث قام المعنيان بالأمر بالترجل من السيارة التي كانت تقلهما، وشرعا في التحرش بالفتيات عبر دفعهن لركوب السيارة وإجبارهن على مرافقتهما باستعمال العنف، فضلا عن التلفظ بألفاظ نابية أمام مرأى ومسمع الجميع الأمر الذي أثار حفيظة بعض التلاميذ، حيث تدخل «أ.ه» من أجل ثني المعتديين عن فعلهما القاضي بإكراه الفتيات على الركوب معهما في السيارة، إلا أن ردة فعل المعتديين كانت عنيفة، إذ اعتدى أحدهما عليه بواسطة عصا نتج عنها جرح غائر في جبينه سلمت له على إثره شهادة طبية تحدد مدة العجز في 25 يوما. وذكر شهود عيان من التلاميذ الذين حضروا الواقعة أن المعتديين كانا يحتسيان الخمر في سيارتهما وكان بصحبتهما كلب شرس كانا يستعملانه لتخويف الفتيات من أجل إجبارهن على مرافقتهما. وفي الوقت الذي رأى فيه بقية التلاميذ ما يجري أمامهم بعد سقوط زميل لهم أرضا بعد تعرضه للاعتداء من طرف المنحرفين المذكورين ثارت ثائرتهم وأمطروا السيارة التي كان على متنها المعتديان بوابل من الحجارة الأمر الذي نتج عنه تسجيل أضرار مادية بليغة بزجاج السيارة وببعض أجزائها، لينتهي هذا المشهد بتدخل قوات الأمن التي اعتقلت المعتديين وهما من ذوي السوابق، إذ سبق لأحدهما أن قدم للعدالة من أجل السكر العلني البين وإصدار شيك بدون رصيد إلا أنه لم يقض أية عقوبة حبسية بسببها أما الثاني فقد سبق أن قدم أيضا للعدالة بتهمة السكر العلني البين. وقد صرح المعتديان بما يطابق الشهادة التي أدلى بها جميع الشهود في هذه الواقعة، حيث ذكرا أنهما في الليلة التي سبقت يوم الواقعة قصدا إحدى الحانات بمدينة أكادير وقاما باحتساء كمية كبيرة من «الجعة» وعندما لعبت الخمر برأسيهما شرعا بالتجوال على متن السيارة في بعض مناطق المدينة، وبعد ذلك قصدا أحد النوادي الليلية بمدينة أكادير وسهرا الليل كله، وفي صباح اليوم الموالي قصدا البوابة الرئيسية لثانوية عمر الخيام، حوالي الساعة التاسعة صباحا، حيث بدآ في التحرش بالفتيات، وهنا أثار حفيظتهما تصرف التلميذ الذي تدخل لمنعهم من التحرش بالفتيات وانهالا عليه بالضرب، الأمر الذي نتجت عنه الوقائع سالفة الذكر. هذا وقد أصدرت المحكمة الابتدائية حكما بثمانية أشهر نافذة في حق الظنينين وغرامة مالية بعشرين ألف درهم. وعلمت «المساء» في وقت لاحق أن تلاميذ الثانوية المذكورة يستعدون لتنظيم وقفة احتجاجية ضد السلوكات التي بات يعرفها محيط المؤسسة، الذي أصبح قبلة للمنحرفين وتجار المخدرات، كما يرتقب أن تدخل إحدى الجمعيات الحقوقية على خط الاحتجاج، خاصة بعد تكرار حالات الاعتداء على التلاميذ من طرف منحرفين وذوي السوابق الأمر الذي أضحى يهدد أمن المؤسسات التعليمية.