أسفر منح بعض الأحزاب لبعض أعضائها تزكيات من أجل خوض غمار الانتخابات التشريعية المقبلة عن حالة من الاستياء في صفوف بعض قيادييها أو لدى أعضاء مجلس المستشارين، فبعدما قدم هؤلاء الأعضاء استقالتهم من المجلس، تفاجؤوا بحرمانهم من التزكية، ليعودوا بخفي حنين، كحالة عضو مجلس المستشارين، عبد الواحد الشاعر، الذي كان قد التحق بحزب التقدم والاشتراكية قادما إليه من حزب التجمع الوطني للأحرار. وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة أن أكثر من 34 عضوا يعتبرون، حسب قولهم، من نخبة حزب التقدم والاشتراكية بعمالة المضيق الفنيدق، أقدموا على تجميد عضويتهم بحزب نبيل بنعبد الله، احتجاجا على منح الحزب تزكيته لبلعيد السدهومي، العضو المستشار ببلدية مدينة الفنيدق. وأكد بلعيد السدهومي، في اتصال للجريدة معه، «أن من حقه الحصول على التزكية باعتباره جاء في الرتبة الثالثة على مستوى عمالة المضيق الفنيدق»، مضيفا أن منافسته لعبد الواحد الشاعر كانت شريفة وفي إطار ديمقراطية الحزب، إضافة إلى توفره على رصيد انتخابي قوي، وأقدميته ونضاله داخل حزب علي يعتة. وبخصوص إقصاء عضو مجلس المستشارين، عبد الواحد الشاعر، من تزكية خوض غمار الانتخابات، عبر بلعيد عن أسفه، محملا المسؤولية لهذا الأخير في تأخره في تقديم استقالته، حيث قال: «عوض تجميد عضويته احتجاجا، كان عليه أن يدرك أنه لا يمكن منح التزكية دون الحصول على قرار الاستقالة مصادقا عليه من طرف الجلسة العمومية والمجلس الدستوري»، وهو ما لم يكن يتوفر عليه عبد الواحد الشاعر. من جهته، ندد الشاعر برفض حزب التقدم والاشتراكية منحه التزكية، موضحا أنه «لا توجد ديمقراطية بحزب التقدم والاشتراكية، ولا هم يحزنون»، وهو نفس الكلام الذي سبق أن قاله في حق حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي كان ينتمي إليه، مؤكدا في نفس الوقت قرار «تجميد ثلثي أعضاء الحزب» بعمالة المضيق الفنيدق، ممن صفهم ب«النخبة» لعضويتهم بحزب الكتاب، ومشيرا إلى أن اختيار المرشح كان يجب أن يتم جهويا ومن طرفهم وليس من الرباط. ذكرت مصادر أخرى إلى أن عبد الواحد الشاعر اعتبر ما قام به حزب التقدم والاشتراكية في حقه مجرد «خديعة من أجل تقديم استقالته من مجلس المستشارين». أما في مدينة مرتيل، فكان وقع المفاجأة كبيرا حينما قرر حزب التجمع الوطني للأحرار عدم تقديم أي مرشح عنه، بعدما كان قد تم التوافق على اختيار قمر شقور، مستشارة ببلدية مرتيل، في إطار خطة التحالف من أجل الثمانية، ليتركوا المجال مفتوحا أمام احمد التهامي، عن حزب الأصالة والمعاصرة، فيما سيحتل الرتبة الثانية في لائحة الحزب، رئيس بلدية مرتيل، علي أمنيول. ووصف أعضاء من حزب التجمع الوطني للأحرار بمرتيل ما أقدم عليه صلاح الدين مزوار ب»المؤامرة»، لعدم تقديمه أي مرشح بهدف «إفساح المجال لعودة الكهول ومحترفي الانتخابات من جديد»، بعدما تم إقصاء الشباب من خوض أول انتخابات تشريعية، فقط من أجل إرضاء صقور ال»بام». وفي اتصال ل «المساء» بالمستشارة قمر شقور، أكدت هذه الأخيرة أنها وجهت طلبا للحزب من أجل منحها التزكية، إلا أنها لم تتوصل بأي رد من المكتب السياسي، سواء بالإيجاب أو بالرفض.