أصبح جل المواطنين البسطاء يتمنون تكرار الغضب الملكي على بعض المسؤولين كل يوم، كطريقة «للانتقام من سوء إدارتهم لبعض القطاعات الحساسة». هذا الشهر طال غضب محمد السادس عددا من كبار رجالات الدولة، مدنيين وعسكريين. فبعد الغضبة الملكية على عامل اخنيفرة الذي جرده من مهامه وفتح تحقيقا حول ثروته، جاء الدور على جنرالين كبيرين هما عرشان وتوبان اللذين لم يكتف الملك بعزلهما من منصبيهما على رأس المستشفى العسكري بالرباط بعد زيارة مفاجئة قام بها قبل ثلاثة أسابيع إلى المستشفى حيث وقف بنفسه على اختلال العمل في أفضل مستشفى بالمغرب. مصادر مطلعة قالت ل«المساء» أن الجنرالين أمرا بملازمة منزليهما لمدة 45 يوما كعقوبة لهما على التقصير و«أن عناصر من الدرك الملكي ترابط عند باب منزليهما». لقد جاء الملك إلى المستشفى يوم الأحد فلم يجد الجنرال عرشان ثم نادى على حسني بن سليمان والجنرال بناني، هذا الأخير الذي حضر بملابس الرياضة في الحال، وأبلغهما غضبه الشديد على طريقة إدارة المستشفى وكيف أن آلة «السكانير» معطلة والموظفين غائبون عن العمل. بعد هذا الحادث تقول مصادر مطلعة: «استدعى الجنرال بناني رؤساء وحداته وضباطه ودعاهم للانضباط في العمل والانتباه إلى عملهم وفقا لتعليمات صاحب الجلالة». غضبات الملك امتدت إلى أحد أعمدة وزارة الداخلية وهو محيي الدين أمزازي، المدير العام للشؤون الداخلية بوزارة شكيب بن موسى، حيث علمت «المساء» أن محمد السادس أمره بالجلوس في بيته، وقالت ذات المصادر إن السبب يرجع إلى تدخل أمزازي في أمور لا تخصه وطموحاته التي تتجاوز منصبه، حيث دعا أمزازي إلى التشدد مع الصحافة المستقلة وضرورة جرها إلى المحكمة، على خلفية حادث إطلاق النار على شرطي البيضاء من قبل حسن اليعقوبي.