نجا ثلاثة سياح أجانب، فرنسيان وهولندي، من الموت غرقا قبالة ساحل شاطئ المهدية، صباح أول أمس، بعدما انقلب بهم المركب الشراعي، الذي كانوا على متنه، لأسباب مرتبطة بسوء أحوال الطقس. وسخرت السلطات مروحيتان تابعتين للدرك الملكي وخافرة تابعة لمندوبية الصيد البحري لإنقاذ ركاب الزورق السياحي، الذين كانوا بصدد تنظيم رحلة سياحية بحرية، انطلقت من جبل طارق في اتجاه جزر الكناري، قبل أن ترغمهم أحوال البحر السيئة على الجنوح نحو ميناء المهدية عبر مصب نهر سبو، لكن عدم معرفة طاقم المركب بخطورة المسلك البحري الذي اتخذوه، أفقدتهم السيطرة على القارب، الذي يحمل اسم «أليموز»، فانقلب بهم، لعلو الأمواج، الذي فاق الخمسة أمتار. واستنادا إلى معطيات مؤكدة، فإن عناصر التدخل البحري تمكنت في أول وهلة من إنقاذ الفرنسي «جون بول كوكال»، 56 سنة، الذي يعمل وسيطا عقاريا، ثم الطالب الهولندي «صيربون ألداغ ناب»، 25 سنة، فيما استمرت مروحيتا الدرك في القيام بعمليات تمشيطية في محيط مكان وقوع الحادث بحثا عن الفرنسية «كارول»، البالغة من العمر 27 سنة، التي تشتغل في مجال الطبخ، والتي ظلت متوارية عن الأنظار لأزيد من ساعة ونصف، قبل أن يتم إشعار الدرك بوجودها على قيد الحياة بشاطئ «الشليحات»، بعدما استطاعت مقاومة الأمواج والوصول إليه سباحة. ونقل الناجون عبر سيارات الإسعاف إلى قسم المستعجلات التابع للمركب الاستشفائي الإدريسي، حيث خضعوا للإسعافات الأولية الضرورية. ووفق مصدر طبي، فإن السياح الأجانب يوجدون في حالة صحية جد مستقرة، باستثناء إصابة أحدهم بجروح طفيفة في الرجل. ويعد هذا الحادث هو الثاني من نوعه في ظرف أقل من أسبوعين، حيث سبق لزورق شراعي أن غرق بشاطئ «بوكمور»، التابع لنفوذ جماعة «سيدي علال التازي» إقليمالقنيطرة، وهو ما أسفر عن غرق الأجانب الثلاثة، الذين كانوا على متنه، وهم فرنسي وإيطالي وسويدي، قبل أن يجري إنقاذهم جميعا فيما بعد.