قطع فريق المغرب الفاسي الأمتار الأخيرة في مسار التتويج بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد تخطي حاجز فريق إنتر كلوب في مباراتي نصف النهائي، والوصول إلى النهائي لمواجهة النادي الإفريقي التونسي. ولم يكن وصول الفريق الفاسي إلى النهائي عن طريق الصدفة، ولكن بعد عمل متكامل من المكتب المسير والطاقم التقني واللاعبين والجمهور، لتكون النتيجة وصول الفريق الفاسي إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخه، وإنتاج فريق كروي أغلبيته لاعبين شباب يحظى بإعجاب جمهور فاس والمغرب بأكمله. وقبل أن يصل الفريق إلى هذه المرحلة النهائية، وقفت في وجهه مجموعة من الصعاب كادت تعصف بحلم مدينة ظلت لسنوات العاصمة العلمية للمغرب، فلولا كومندو مشكل من الرئيس ونوابه عبد الحق المراكشي وخالد بنوحود ورضى الزعيم والمدير العام للفريق محمد الناصيري، وأعضاء آخرون لما حقق الفريق هذا الإنجاز. خاصة أن هذا الكومندو، ظل يمسك بكل صغيرة وكبيرة بالفريق، حتى يرسو ببر الأمان ويتحقق الحلم بوصول الفريق إلى النهائي. فالفريق ظل يعاني من أزمة مالية خانقة، كادت بسببها يوما ما أن تحجز مديرية الضرائب على مالية الفريق، بفعل متأخرات ضريبية تعود لسنوات السبعينيات. كما ظل الفريق ينتظر لشهور أن يوفي بعض المستشهرين بوعودهم ويسلموا الفريق منحا مالية، لكن لاشيء من ذلك حصل، ليضطر الكومندو السالف ذكره، وأعضاء آخرون إلى الاقتراض أو الأداء من مالهم الخاص حتى يتسنى لهم تأدية بعض المستحقات العالقة من أجور لاعبين إلى كراء الملعب وتأدية نفقات السفر الإفريقية المكلفة وغيرها من الأمور الضرورية في يوميات فريق المغرب الفاسي. لكن رب ضارة نافعة، فالفريق حاليا، نجح في استقطاب ثقة مستشهريه وسلطات المدينة، فوالي المدينة هنأ الفريق على هذا الإنجاز ووعد بالدعم اللامشروط، أما العمدة فوعد أمام الملأ بمنح الفريق ما يصل إلى 200 مليون سنتيم في حال نجح الفريق بالتتويج بلقب الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أما اللاعبون فنصيبهم سيصل إلى 20 مليون سنتيم للاعب الواحد، لو نجحوا في التتويج باللقب. لكن هذا الدعم تقابله علامات استفهام عديدة حول قيمة الدعم الجماهيري، فمباراة المغرب الفاسي وإنتر كلوب لأول أمس الأحد، لم تضخ في خزينة الفريق سوى 64 ألف درهم، بالرغم من أن المباراة شهدت حضورا جماهيريا كبير العدد.