نجا أزيد من 50 حاجا مغربيا من حريق شب في إحدى الإقامات، بمكةالمكرمة، كانت تؤوي عشرات الحجاج المغاربة. وأوضحت مصادر، في اتصال أجرته معها «المساء» من مكان الحادث، أن عشرات الحجاج هرعوا، يوم الثلاثاء الماضي، إلى خارج فندق «كّراند أميرة»، إحدى الإقامات الشهيرة في مكةالمكرمة، بعد أن أصيبوا بهلع شديد إثر اندلاع النيران فيه، وهو الحادث الذي لم يسفر، لحسن الحظ، عن أية خسائر في الأرواح. وقد تمكنت خمس فرق دفاع مدني متنوعة الاختصاص مساء اليوم نفسه من السيطرة على هذا الحريق الذي شب بالضبط في عمارة توجد بحي «العزيزية»، كان يقيم فيها عدد من الحجاج، من بينهم حجاج مغاربة. وعن أسباب الحريق، ذكرت مصادرنا أن النيران اشتعلت في بداية الأمر في مكيف هوائي (كليماتيزور)، لتمتد ألسنتها إلى فراش إسفنجي كان بداخل غرفة في الطابق الأول من المبنى، المستخدم كسكن يؤوي حجاجا يصل عددهم إلى 150 حاجا. وقد قام فريق الإنقاذ، لدى تدخله، بإخلاء المبنى من الحجاج كإجراء احترازي؛ ورغم سرعة التدخل فقد وقعت في صفوف الحاجّات حالات اختناق وإغماء جراء استنشاقهن للدخان المنبعث من مكان الحادث؛ وعلى إثر ذلك، تدخلت فرقة من الهلال الأحمر لتقديم الإسعافات الأولية للمغمى عليهن. وقد تجمع العشرات من الحجاج في مكان الحادث، محتجين على ظروف الإقامة السيئة في مكةالمكرمة، والتي تمثلت في تردي الخدمات المقدمة إليهم، حيث فوجئوا بأن الإقامة المخصصة لهم في شارع «غزة» لا تتوفر على أبسط الشروط والظروف الصحية، فالمصاعد معطلة، رغم أن الإقامة تتكون من سبع طوابق، والمكيفات الهوائية لا تشتغل لأن أعطابا قد لحقتها هي الأخرى، والعديد من الحجاج لم يتوصلوا بحقائبهم، إضافة إلى تخلي عدد من المسؤولين عنهم، تاركين إياهم دون مرشد في مواجهة الاغتراب والجهل بالأماكن والشعائر. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تطور إلى درجة أن العديد من الحجاج أصبحوا مهددين بالموت عطشا، حيث يعيش أزيد من 300 حاج ينحدرون من مدن مراكش وآسفي والعيون والجديدة والدار البيضاء... معاناة حقيقية جراء الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب عنهم، الأمر الذي حوّل إقامتهم إلى جحيم، وهو ما دفعهم إلى الاحتجاج على الإدارة المكلفة بشؤون الحجاج، ومطالبتها بالتدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم. إلى ذلك، لا زال مصير بعض الحجاج المغاربة، الذين توجهوا إلى الديار السعودية لأداء مناسك الحج، مجهولا بالرغم من الاتصالات المتكررة التي تجريها أسرهم لمعرفة أماكن وجودهم؛ وفي هذا الصدد، تظاهرت أسرة الحاج «محمد معطلاهي»، المفقود بالمدينة المنورة منذ 18 أكتوبر 2011، أمام ولاية جهة كلميمالسمارة بعد نفاد صبرها إثر عدم تلقيها أي جواب من البعثة المغربية المكلفة بالحجاج. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من أحد أبناء المفقود، في اتصال أجرته معه، فإن أخبار الحاج «محمد معطلاهي» انقطعت عنهم بمجرد وصوله إلى مطار جدة الدولي، في الوقت الذي يعاني فيه من خلل عقلي، جراء عدم توفر الدواء الذي يستعمله في علاجه لمرض «الضغط الدموي».