كشفت إحصائيات طبية أن نحو 11 ألف شخص في المغرب على موعد أسبوعي للجلوس أمام آلة تصفية الدم في 170 مركزا طبيا لتصفية الدم، تنتشر في مختلف أقاليم المملكة، لمعاناتهم من مرض القصور الكلوي، من ضمنها 87 مركزا عموميا. وأشارت الدراسة التي قدمها البروفيسور محمد بن غانم الغربي، من مصلحة طب الكلي في مستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء، إلى أن المغرب يتوفر على 220 طبيبا متخصصا في مرض القصور الكلوي، بنسبة 69 طبيبا لكل 10 ملايين نسمة تقريبا، مؤكدا أن المغرب لا يتوفر على تكوين خاص بالأطباء الذين يرغبون في العمل في القطاع الخاص، فالكل يُوجَّهون للقطاع العام. وحول الأسباب التي تؤدي إلى ظهور أمراض الكلي، صرح البروفيسور بن غانم، عضو الجمعية المغربية لطب الكلي، في لقاء دراسي نُظِّم يوم السبت الماضي، أن أكثر الحالات شيوعا في المغرب ناتجة عن الالتهابات التي تصيب الكلي مباشرة، ثم الناتجة عن داء السكري وضغط الدم والتهابات المسالك البولية والحصى، إضافة إلى التشوهات الخلقية في المسالك البولية. وتكمن خطورة أمراض الكلي أن أعراضها لا تظهر على المريض في بداياتها بل قد يستغرق ذلك عدة شهور أو سنوات، وبالتالي يمكن أن يتعرض المريض لفشل كلوي مفاجئ، لعدم إدراكه أنه مصاب بالداء في فترة سابقة، وهذا يُحتّم على الأشخاص الأسوياء التردد على عيادات الأطباء للكشف الدوري على صحة الكلي والوظائف الأخرى المرتبطة بها، كما يفعلون ذلك تحسبا لأمراض، كداء السكري وارتفاع ضغط الدم. وكان اللقاء الدراسي مناسبة لتقديم الخطوط العريضة للشراكة الموقَّعة بين «فريزينيوس للرعاية الطبية»، وهي من أكبر الشركات منتجة ومصنعة للآلات والأدوية الخاصة بغسيل الكلي في العالم، وبين «مختبر أمجين»، المتخصص في مجال البيولوجيا الجزئية، حيث تم الإطلاق الرسمي في المغرب لأول منتج مشترك بينهما تحت اسم «إيريتروبويتين»، ذي المفعول طويل الأمد، لتلبية احتياجات مرضى القصور الكلوي، الذين يعانون من فقر الدم.