استعادت ساكنة مدينة كلميم أنفاسها بعد شيوع نبأ إيقاف أحد أخطر المجرمين الذين زرعوا الرّعب في مختلف الأوساط، خاصة وأنه نفّذ، مؤخرا، ما لا يقل عن 25 عملية سرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض بنقط متفرقة بالمدينة. ومكّنت الجهود الأمنية، بعد مراقبة مكان هذا المجرم الغريب الأطوار منذ أواخر الشهر المنصرم، من تحديد هويته، وتركيز البحث في مختلف النقط التي يمكن أن يوجد بها، خاصة وأن هذا المجرم الشاب كان يتحلّى باليقظة والانتباه إلى أي حركة تستهدف تضييق الخناق عليه. وحسب المعطيات التي استقتها «المساء» فإن الشاب «ص.ش» المزداد سنة 1989 ينحدر من سيدي بنور، وله صحيفة سوابق تتضمّن عدة جرائم ارتكبها وهو لا يزال قاصرا، وتتعلّق في أغلبها بقضايا الضرب والجرح والسرقات التي اقترنت بظروف التشديد، حيث كانت آخر عقوبة قضاها بالسجن هي ثلاثة سنوات سجنا نافذا، كما أشارت مصادر «المساء» إلى أن ما صعّب عملية إيقاف هذا الشخص هو عدم توفّره على بطاقة تعريف وطنية رغم أنه يبلغ من العمر 22 سنة. ومباشرة بعد مغادرته السجن، التحق هذا المتهم الذي أطلقت عليه الأوساط المحلية لقب «النينجا» بمدينة كلميم، واستأنف أنشطته التي زرعت الرعب بمنطقة ظلّت، إلى وقت قريب، معروفة لدى مختلف الأوساط باستتباب الأمن فيها، وبدأ رفقة شريكه الذي لا يزال في حالة فرار أنشطة النّشل ومصادرة هواتف ضحاياهم وما يحملون معهم من نقود وغيرها، مستعينا بسكين حادة يقارب طولها نصف المتر تقريبا. ولم ينتظر المسؤولون بالمنطقة الأمنية بكلميم كثيرا حتى يزُفّوا نبأ اعتقال هذا المتهم إلى الساكنة المحلية، فقد قاموا بجولة بمختلف أرجاء المدينة اقتادوه خلالها إلى أهم النقط التي اعترف بأنه ارتكب فيها جرائم السرقة، وتنوّع الأشخاص والأماكن التي وقعت فيها هذه الجرائم، بين المخادع الهاتفية ومحلات بيع المواد الغذائية، وبين سائقي الطاكسيات، كما أن العمليات التي تم تنفيذها في الليل استهدفت غالبا بعض التجار والراجلين من النساء والرجال بأحياء متفرقة في المدينة. وخلال هذه الجولة التي استأثرت باهتمام الساكنة المحلية، عاينت «المساء» تعبير بعض النساء والأطفال عن ارتياحهم لنبأ إيقاف المتهم، ولم يُخف البعض إصراره على مزيد من بذل الجهود الأمنية، وتكثيف الدوريات وفق مقاربة وقائية تمنع تكرار هذه الجرائم التي تفسد على المدينة سكينتها، وتخدش حالة الاطمئنان التي تسود أرجاءها. يُشار إلى أن مصالح الأمن الإقليمي تمكنت من إيقاف 9 سجناء فرّوا من السجن المحلي بالمدينة الذي لا يزال على حاله.