«جرائم كثرت بزاف ياحكومة الائتلاف» و«الجرائم هاهي والوقاية فينا هي؟» و«لا حدائق لا إنارة غير ديور الدعارة» تلك بعض الشعارات الاستنكارية التي رددتها حناجر مجموعة من سكان ودادية الانبعاث بحي القدس بوجدة خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظموها مساء الجمعة الماضي للفت انتباه المسؤولين إلى الوضع بالحي من أجل اتخاذ الإجراءات الصارمة تفاديا لتكرار ما تعرض له أحد السكان من اعتداء وصفوه ب«الشنيع والخطير» من طرف عصابة من المنحرفين، مع العلم أن الحي يقع على مقربة من جامعة محمد الأول التي يعرف محيطها العديد من الظواهر كالدعارة والهجرة السرية. ويقول محمد الرحماني (أحد سكان الحي) إن زوجته تعرضت لاعتداء من طرف عصابة وهي على متن سيارتها في حدود الساعة السابعة مساء، إذ كانت في طريقها إلى المدرسة التي يتابع بها طفلها الدراسة فأوقفتها عناصر العصابة المدججة بالحجارة والسكاكين وسلبوها حليها وكل ما كانت تملك وانسحبوا، مشيرا في ذات الوقت إلى استفحال ظاهرة ترويج المخدرات بمحيط ثانوية المغرب العربي رغم الحملات الأمنية. ووجه السكان عريضة استنكار إلى المسؤولين مذيلة بتوقيع عشرات سكان حي القدس أكدوا فيها أنهم، حسب نص الشكاية، «يعيشون في دوامة من الرعب والقلق والهلع وعدم الإحساس بالأمن، بسبب ما آلت إليه الأوضاع.. فقد تفشت الجريمة داخل الحي وصار المنحرفون وقطاع الطرق والمجرمون يسطون على منازل السكان وممتلكاتهم ويعترضون سبيلنا أمام الملأ، ليلا ونهارا، تحت التهديد بالسيوف والأسلحة البيضاء والحجارة». ويروي الحسين قدوري كيف اضطر إلى إرسال ابنته إلى فرنسا لإكمال دراستها بعد أن تعرضت مرتين لاعتداء من طرف عصابات وهي في طريقها إلى المدرسة الوطنية للتجارة بجامعة محمد الأول بوجدة، موضحا أنه لم يكن له خيار في ذلك. وأشار إلى استفحال ظاهرة الإجرام وأن المنحرفين لم يعودوا يتخوفون من السجن لأنهم من ذوي السوابق العدلية. ومن جهته، وجه عبد العزيز صبري، رئيس ودادية حي الانبعاث بحي القدس، رسالة احتجاج وإخبار مؤرخة في ال12 من أكتوبر الجاري إلى والي أمن الجهة الشرقية بوجدة، أشار فيها إلى الاعتداء الذي تعرض له أحد السكان المسمى (ز. صلاح) وهو من رجال الأمن التابعين لفرقة التدخل السريع بوجدة بالسلاح الأبيض قرب باب سكناه، حوالي الساعة العاشرة مساء في ال11 من الشهر نفسه، من طرف عصابة مكونة من ستة أفراد من بينهم فتاتان، استعملوا ضده قنينة الغاز المسيل للدموع (لاكريموجين) والسلاح الأبيض مما تسبب له في جرح غائر في الظهر «36 غرزة». وعبرت الرسالة عن تنديد السكان بهذا الاعتداء وتضامنهم مع الضحية، كما أشاروا إلى أن الحي وخاصة في شطره الرابع يعرف مجموعة من الاختلالات الأمنية، بتعبير الرسالة، كاعتراض السبيل والسرقة بالخطف المرفوقين بالضرب والجرح، والدعارة والإخلال بالحياء. والتمس السكان من المسؤولين التدخل لحمايتهم، خاصة وأن هؤلاء المنحرفين أصبحوا «يتحدثون بحقوق الإنسان وغياب الصرامة في التعامل معهم وأنهم يدخلون السجن ثم يعودون بعد مدة قليلة».