المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    ارتفاع رقم معاملات السلطة المينائية طنجة المتوسط بنسبة 11 في المائة عند متم شتنبر    إيداع "أبناء المليارديرات" السجن ومتابعتهم بتهم الإغتصاب والإحتجاز والضرب والجرح واستهلاك المخدرات    بلومبرغ: زيارة الرئيس الصيني للمغرب تعكس رغبة بكين في تعزيز التعاون المشترك مع الرباط ضمن مبادرة "الحزام والطريق"    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الرباط.. إطلاق معرض للإبداعات الفنية لموظفات وموظفي الشرطة    بوريطة: الجهود مستمرة لمواجهة ظاهرة السمسرة في مواعيد التأشيرات الأوروبية    اللقب الإفريقي يفلت من نساء الجيش    منتخب المغرب للغولف يتوج بعجمان    ‬النصيري يهز الشباك مع "فنربخشة"    الجمارك تجتمع بمهنيي النقل الدولي لمناقشة حركة التصدير والاستيراد وتحسين ظروف العمل بميناء بني انصار    عبد الله بوصوف.. النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام    نهضة بركان يتجاوز حسنية أكادير 2-1 ويوسع الفارق عن أقرب الملاحقين    عمليات تتيح فصل توائم في المغرب    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة        المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء    التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي    اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور        قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بيد الله: لم نجتمع في التحالف الثماني على ضلالة وهدفنا الدفاع عن المشروع الديمقراطي
الأمين العام للأصالة والمعاصرة للمساء : تصلنا من العدالة والتنمية شظايا نارية وندافع مع الاتحاد الاشتراكي عن نفس القيم
نشر في المساء يوم 14 - 10 - 2011

قال محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن حزبه لا يمكن أن يتحالف مطلقا مع العدالة والتنمية لأن مشروعه المجتمعي
يريد أن يعيش على الماضي. وأوضح بيد الله، في حوار مع «المساء»، أن الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية لديهما مشروعان مجتمعيان مختلفان. وأكد أن حزبه لا تصله من العدالة والتنمية غير الشظايا النارية، منتقدا بشدة مواقف الأحزاب السياسية من التحالف الثماني، الذي أعلن عنه قبل أيام. وأضاف بيد الله «لا أريد أن أسب المستقبل، ولاشك أن لهذه التقييمات المتسرعة خلفيات مختلفة يصعب التكهن بها». وبخصوص موقف حزبه من حركة 20 فبراير، أوضح بيد الله أن الحركة أصبحت شيئا يخيف لأنها استعملت واتخذت مطية من طرف قوى من أقصى اليمين وأقصى اليسار.
- أبدأ معكم من آخر حدث سياسي عرفته الساحة هو الإعلان عن تحالف الثماني. لماذا اقتصر هذا التحالف على ثلاثة مكونات من اليسار وحزب ذي مرجعية إسلامية ولم ينفتح على باقي مكونات الساحة السياسية؟
(ضاحكا) كنت أعتقد أنك ستسألني عن حياة ستيف جوبز، الذي غير حياة ملايين البشر في العالم، والذي فقدناه منذ أسبوعين.
وجوابا عن سؤالك عن التحالف، أقول إنه تحالف منفتح على محيطه، وهو وليد نقاش دام عدة أسابيع مع عدة أحزاب سياسية.
الأحزاب الأربعة الجديدة انضمت إلى تيار ديمقراطي واجتماعي يروم التفكير الجيد والمتأني والواعي بأهمية وضع آلية جدية قادرة على رفع التحديات المختلفة التي تواجه بلادنا والناتجة إما عن التحولات العميقة التي تخترق الجسم المغربي منذ عشر سنوات أو التحديات التي تأتي بها العواصف المختلفة كالأزمة المالية والاقتصادية العالمية الأولى والثانية والربيع العربي أو في إطار العولمة. وهذه التحولات تهندس لنظام عالمي جديد. وتحالفنا يروم البحث عن أنجع السبل للمشاركة في بناء مشروعنا المجتمعي كي تحتل بلادنا الصدارة في هذا النظام العالمي الجديد.
نحن نعتبر أنه حدث متميز سيكون له غده كذلك بالنسبة إلى الساحة السياسية الوطنية، وأتمنى أن يكون له انعكاس مباشر إيجابي على حياة المواطنات والمواطنين.
ومن بين أهم أهداف هذا التحالف المشاركة في رفع الوعي المجتمعي حتى يساهم في مواجهة هذه التحولات العميقة، التي تعيشها بلادنا، وأن تشارك الأحزاب المكونة له في رفع التحديات المختلفة التي لا بد أن نقارعها جميعا يوما ما.
- قلتم إن التحالف ستكون له انعكاسات على المغاربة، كيف ذلك؟
إنه تحالف ذو نفس استراتيجي وليس انتخابي فقط، أي ظرفيا، فنحن نعتبر -وهذه نيتنا- أنه تحالف سينخرط في مسلسل التغيير عبر بلورة منهجية للتنسيق تمكن من التوفيق بين إكراهات الواقع ومستلزمات التجديد ومتطلبات العقلنة ورهانات التخليق والمصداقية وبناء الثقة والانفتاح على فاعلين آخرين قصد بناء تيار بديل يشتغل على ضوء برنامج مهيأ ومدروس ومتفق عليه قبليا، يضم القوة المناصرة للمشروع الديمقراطي، الذي تبنيه بلادنا منذ عشر سنوات. كما أنه سيساهم في عقلنة المشهد السياسي وبناء قطبية سياسية كي لا يبقى المشهد السياسي مشتتا ومبعثرا ومبلقنا كما هو الحال الآن.
ومن المؤكد أن الأجيال الشابة التي تسبح في عوالم ال«فايسبوك» و«تويتر» والشبكة العنكبوتية تحلم بالعيش الكريم في إطار الدستور الجديد، الذي أعطى أهمية خاصة للشباب وللمرأة وللنخب الجديدة. ومن واجبنا أن نواكبهم وندعمهم للمشاركة في تنزيل الدستور الجديد بوعي متجدد، وفي أجرأة الجهوية الموسعة بثقة كبيرة في المستقبل، ويمكن لهذا التحالف أن يحقق لهم ذلك.
- هناك أحزاب داخل الكتلة وصفت هذا التحالف بالهجين. هل تعتقدون أنه كذلك لكونه يضم مكونات من اليمين واليسار؟
الكتلة تضم أحزابا من اليسار وحزب علال الفاسي ذا النكهة الإسلامية العميقة، مع أنني أعتبر أن إرث العلامة والفقيه والشاعر علال الفاسي ملك لجميع المغاربة، ورغم ذلك لم يمنع هذا الإرث حزب الاستقلال من التحالف مع اليسار.
تنتمي أحزاب التحالف الجديد إلى مشارب مختلفة، فيها الليبراليون (التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري)، وحزب الأصالة والمعاصرة، الذي يعتبر نفسه حزبا ديمقراطيا اجتماعيا، والحركة الشعبية، وأحزاب من اليسار أتت من رحم اليسار التقليدي في بلادنا، وبالأخص من حزب نحترمه ونعتبره من أهم مكونات المشهد السياسي المغربي قديما وحديثا ومستقبلا هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إضافة إلى حزب النهضة والفضيلة.
نعتبر أن هذه المجموعة وضعت مستقبل عملها السياسي في رزمة واحدة يحميها ميثاق مشترك، ومن المستحيل أن تجتمع على ضلالة، وبالتالي نحن نعتبر أن هذا التحالف سيساهم مساهمة واعية في هندسة مغرب الغد وتنزيل الدستور تنزيلا ديمقراطيا. وقد ساهمت هذه الأحزاب بكل قواها مساهمة فعالة في الحملة لفائدة الدستور الجديد، وتحالفها اليوم يأتي في نفس السياق. والأكيد أن من يفكر بعقلية الستينيات والسبعينيات، حينما كانت الأحزاب مسيّجة بإيديولوجيات جامدة عفا عنها الدهر، سيصعب عليه تفهم هذا النوع من التيارات التي تنهل من ماض عميق، لكنها تنظر إلى المستقبل بنظرة استشرافية ثاقبة.
ومن المهم جدا أن يكون التفكير ابن بيئته -كما يقال- وهذا التحالف تم تشييده على قواسم مشتركة ستمكنه من تذليل الصعوبات الناتجة عن الحدود الإيديولوجية, هذه القواسم المشتركة كالحرية والديمقراطية والمساواة ومحاربة الفساد ومحاربة الحكرة ومحاربة الفقر والإقصاء والعيش الكريم في بيئة سليمة وكل ما يمكّن المواطنين من العيش في جو تسوده روح التسامح والتآزر والتكافل والدفاع عن الإسلام السني المالكي الأشعري المنفتح والمتسامح تحت غطاء إمارة المؤمنين. وبجملة واحدة، المشاركة الواعية في بناء مشروع مجتمعي ديمقراطي منفتح على القيم الكونية التي لا تعارض قيمنا الوطنية.
- تفاوضتم مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كي يلتحق بالتحالف. ما تفاصيل هذه المفاوضات؟ ولماذا رفض الالتحاق بصفوف تحالفكم؟
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب نحترمه ونحترم رموزه، حزب دافع باستمرار عن الديمقراطية بجميع معانيها وأدى الثمن غاليا في سنوات خلت من أجل أن نتمتع جميعا بالديمقراطية والحرية والمساواة.
حزب الأصالة والمعاصرة كانت له لقاءات مع الاتحاد الاشتراكي ووقعنا بيانا مشتركا. إذن ليس هذا هو أول لقاء مع هذا الحزب الذي يدافع عن نفس القيم التي ندافع عنها.
- ومن قاد المفاوضات بين أحزاب التحالف والأحزاب الأربعة التي انضمت إليه مؤخرا؟
كل طرف قاد المفاوضات مع طرف يعتبره الأقرب إليه، وبالتالي كان العمل مشتركا بين الأحزاب الثمانية.
- هل التحالف مازال مفتوحا أمام أحزاب جديدة؟
أطلقت الصحافة الناطقة بالفرنسية اسم Coalition على هذا التحالف، والصحيح بالنسبة إلينا هو Alliance، وهناك فرق بين العبارتين، لأن التحالف يوحي بالدينامية المفتوحة على المستقبل وعلى فاعلين آخرين.
- هل يمكن لهذا التحالف، الذي قلتم إنه يبقى مفتوحا، أن يضم حزب العدالة والتنمية؟
العدالة والتنمية حزب يشتغل في إطار القوانين الجاري بها العمل، ولكن لا تصلنا منه إلا الشظايا النارية، فكيف سينضم إلينا في هذه الظروف التي يؤججها باستمرار وكأنه يريد صنع مظلومية يعتبر البعض من قادته أنها تغذيه وتقويه؟
نحن نريد أن نشارك في بناء مغرب متجذر في التاريخ وفي الحضارة العربية والإسلامية والأمازيغية، لكنه مغرب منفتح في الوقت ذاته على القيم الكونية، مغرب ديمقراطي، أصيل، منفتح على محيطه القاري والكوني، باسط يديه وقلبه لكل ما ينسجم مع قيمه الذاتية، ومتجذر داخل العالم العربي والإفريقي، كما وصفه جلالة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه بما معناه شجرة جذورها في العالم العربي والإسلامي والإفريقي وأغصانها تتنفس أوكسجين أوربا.
نريد أن نساهم في تحصين مكتسباتنا وفي نفس الوقت نستفيد من التقدم والتطور العلمي والتكنولوجي، ومن واجبنا أن نهيء للأجيال المقبلة المناخ الذي يتماشى مع زمنها دون أي تنكر للماضي.
- إذن تعتبرون أن حزب العدالة والتنمية يريد في مشروعه المجتمعي أن يعيش على الماضي وهذا أساس اختلافكم معه.
اختلافاتنا معه كثيرة، وفي الاختلاف رحمة للعالمين. الواضح الآن أن لدينا مشروعين مجتمعيين مختلفين تماما.
- كيف تنظرون إلى الانتقادات الموجهة إلى التحالف؟
هذه أسئلة يجب أن توجه إلى أصحاب هذه التصريحات.
- وكيف تردون عليهم؟
لا أريد أن أسب المستقبل، ولاشك أن لهذه التقييمات المتسرعة خلفيات مختلفة يصعب التكهن بها، ولكن كما يقال: «كل إناء بما فيه ينضح».
- الأصالة والمعاصرة كان من الفاعلين الأساسيين في التحاف الرباعي. لماذا تراجع خلال المفاوضات المشكلة للتحالف الجديد لحساب التجمع الوطني للأحرار؟
أولا، هذا تحالف نابع من إرادة مشتركة ومن وعي حاد بدقة المرحلة، وكل طرف وضع لبنته عن وعي ومسؤولية في هذا البناء، وهذه قاطرة كنا فيها معا، وتعرفون أن الرباعي كان موجودا قبل تحالف الثماني، وكانت له اجتماعات منتظمة، وبعض الإخوة كانوا أعضاء في حركة لكل الديمقراطيين، والاتحاد الدستوري تجمعنا به مواثيق مشتركة في تدبير الشأن المحلي (مجلس مدينة الدار البيضاء وطنجة)، والتجمع الوطني للأحرار كان لدينا معه فريق نيابي مشترك.. كان تدبير البحث عن حلفاء جدد موكولا للجميع. وعندما تأتي مجموعة من الأشخاص إلى بلاطو للحديث إلى الصحافة لا بد أن يأخذ المقود أحدهم، وبالتالي فالأخ مزوار هو من تكلف بهذه المهمة الصعبة، وكل واحد من قياديي الأحزاب الثمانية شارك في النقاش بدون تراتبية.
- ولكن خلال الندوة الصحافية، ظهر أنكم تراجعتم عن قيادة التحالف لفائدة الأحرار، إذ كنتم آخر من تناول الكلمة.
لقد خرجت لأتحدث إلى الصحافة في ردهات الفندق، كما كان الأمناء العامون للأحزاب يخرجون تباعا للإدلاء بتصريحات حول التحالف. وليست هناك تراتبية داخل التحالف، والإخوة داخل التحالف كلهم سواسية. ونحن لم نتفق إلى حد الآن على من سيقود هذا التحالف هل هو الأخ مزوار أم غيره.
- هناك من يقول إنكم اخترتم التحالف مع أربعة أحزاب صغيرة لأنه ليست لديها شروط تفرضها عليكم؟
الحزب الصغير اليوم يمكن أن يكون كبيرا في الغد. وهذه الأحزاب التي تسمونها صغيرة تحمل قيما متجذرة في التاريخ، وهي كبيرة رمزيا، وتحالفها مع الرباعي سيمنح هذا التحالف أملا في الحياة أطول، وهذا الأمل في الحياة تضمنه آليات الأجرأة والتنسيق، التي سنضعها معا في الأيام المقبلة عندما يتم عرض هذا التحالف على الأجهزة الحزبية المقررة. وبالنسبة إلى حزبنا، فالمجلس الوطني هو الذي يقرر في هذه التحالفات.
- إذن تعتقدون أن التحالفات يجب أن تشكل قبل الانتخابات.
يمكن أن يكون التحالف قبليا أو بعديا. المهم هو العمل بنفس طويل للدفاع عن المصالح العليا للبلاد وفق إستراتيجية متفق عليها مسبقا.
- هناك أخبار حول إصداركم توجيهات داخل التحالف لمستشاريكم بعدم مغادرة الغرفة الثانية من أجل الترشح لمجلس النواب. أين وصل ملف الاستقالات؟
لم نصدر أي توجيهات إلى الزملاء المستشارين المحترمين لكي لا يقدموا استقالاتهم من أجل الترشح لانتخابات مجلس النواب، بل كانت هناك استشارات ونقاش حول هذا الموضوع، ولكل مستشار الحرية أن يقدم استقالته من المجلس، ودور المحكمة الدستورية هو الإعلان عن شغور المقعد الذي كان يحتله المستشار الذي قدم استقالته. وعمليا يقدم المستشار استقالته إلى رئيس المجلس، الذي يحيل طلب الاستقالة على مكتب المجلس، الذي يرفعها إلى الجلسة العامة لكي يأخذ المجلس به علما. وبعد ذلك تبعث رسالة إلى رئيس الحكومة، الذي يحيله بدوره على المحكمة الدستورية، التي تعلن شغور المقعد.
نحن نعتقد أن البرلماني بصفة عامة حينما يتم انتخابه يربطه بمنتخبيه عقد معنوي وأخلاقي، ويصبح ممثلا للأمة داخل مؤسسة دستورية يجب ألا يشارك في زعزعتها، ولهذه الأسباب كان النقاش بيننا. لكن الأمر يعود إلى المستشارين المحترمين ومدى احترامهم لهذه المسؤوليات الثلاثة: أمانة المنتخبين، وأمانة تمثيل الأمة، ومسؤولية عدم زعزعة استقرار مؤسسة دستورية كبيرة.
لم تصدر أي وثيقة مكتوبة أو تعليمات أو توجيهات حول هذا الموضوع من الأحزاب الثمانية، ويبقى للمستشارين المحترمين أن يقدروا العملية حق تقديرها وأن يتخذوا القرار المناسب، وهم على علم بالأسئلة التي يطرحها عليهم الرأي العام الوطني.
- يواجه حزبكم مشاكل في تدبير المرحلة الانتخابية في مجموعة من المدن، خاصة الدار البيضاء ومراكش. كيف ستدبرون هذه المشاكل؟ وهل ستتخلون في مراكش عن العمدة فاطمة الزهراء المنصوري؟
الحزب لن يتخلى عن الأخت فاطمة الزهراء المنصوري، لأنها من رموزه الشابة، ونحن نعتبر أنها وجدت صعوبات كبيرة في تدبير الشأن المحلي لأنها شابة وأصبحت بين عشية وضحاها رئيسة مجلس مدينة كمراكش. وهذا تحد كبير ومهمة ليست بالهينة. هل تظنون أن بعض الفاعلين السياسيين سيتركون هذه التجربة تنجح؟ أظن أنها كانت محط مناورات من دوائر مختلفة، مما أدى إلى تهديد هذه التجربة.
لدينا فعلا صعوبات كبيرة في تدبير هذه المرحلة، وهذا شيء طبيعي بالنسبة إلى حزب كبير كالأصالة والمعاصرة لأن جميع الأخوات والإخوان المترشحين يريدون أن يكونوا في مقدمة الكوكبة . ولكن الحزب وضع آليات مضبوطة لتدبير هذا الملف، فهناك لجنة جهوية للانتخابات، ولجنة وطنية للانتخابات، ولجنة للتحكيم، والجميع يشتغل على ضوء مذكرة صدرت عن الأمين العام ووافق عليها المكتب الوطني بعد دراستها. ويجب على المسؤولين أن يحترموا هذه المذكرة، روحا ونصا، وعندما سينتهون من مداولاتهم سيرسلون منتوجهم مكتوبا ومصورا ومسجلا إلى اللجنة الوطنية للانتخابات، التي ستتخذ القرار، وإذا تم احترام هذه المسطرة الشفافة فإن الجميع سيطمئن إلى نتائجها.
- قلتم إن حزبكم حزب كبير. هذا يعني أن لديه فائضا في عدد المرشحين. كيف ستدبرون هذا الفائض؟
بداية الانتخابات المحلية تختلف عن الانتخابات التشريعية، فانتخابات 2009 منحتنا الصف الأول من حيث عدد الأصوات.
ولدينا كتلة ناخبة كبيرة لا بد أن تأتي أكلها، وحزبنا كبير وإشعاعه كبير وحسادنا والحمد لله كثر، «الله يكثر حسادنا»، ونحن نعول على الذكاء السياسي لتدبير طموح مناضلينا في التموقع على رأس اللوائح الانتخابية، الذي يعد عملية صعبة. نحن نعول عليهم لكي يتفهموا إكراهات حزبهم وأن يتحلوا بالأريحية.
اختيار المرشحين يتم في جو تسوده الشفافية والديمقراطية والمسؤولية والمساواة والإنصات واحترام الآخر، ونعول على مناضلينا لكي يسهلوا علينا المأمورية، جهويا ووطنيا، عبر الثقة في المنهجية التي تضمنتها مساطر اختيار المرشحين على المستوى الجهوي والوطني.
- هل يمكن أن ترشحوا مناضليكم باسم أحزاب أخرى من تحالف الثمانية؟
في رأيك هل يمكن أن تتخلى عن أحد أعضاء جسمك؟ هذا جسمنا لن نتخلى عن أي من أعضائه، ومن لم يترشح اليوم سيترشح غدا. هذه هي الحياة ونحن نعمل بمنطق التداول، غير أننا يمكن أن ننسق مع إخواننا في G8 في بعض الدوائر إذا تطلب الأمر ذلك.
- كان حزبكم غائبا عن أحداث الداخلة بخلاف أحداث «اكديم إزيك». كيف تفسرون هذا الغياب؟
حضورنا المزعوم في أحداث «اكديم إزيك» كان مغالطة وظلما في حقنا، ولم يكن لنا أي دخل في تلك الأحداث التي عرفتها مدينة العيون. أما أحداث الداخلة المؤلمة والمؤسفة فقد جاءت بعد مقابلة رياضية، وهذا يقع في كل مكان، لكن الفرق أن ما وقع بالداخلة كان أكبر بكثير مما يقع حتى في مدن أوربية كبيرة بعد مقابلات كرة القدم. لا شك أن هناك أيادي خفية تتحرك من خارج أرض الوطن، وهناك كذلك المشاكل المحلية بين الأشقاء في أحياء مختلفة، ولا شك كذلك أن النمو الحضري والعمراني بالمدينة له يد فيما جرى. وبالتالي فالمشكل معقد لأن الأحداث انطلقت بين شباب جامح ينتمي إلى حيين مختلفين، ويبقى السؤال: من يقف وراء هؤلاء؟ ومن أعطى إشارة الانطلاقة؟ ومن أطر العملية الإجرامية؟ لابد إذن من تحليل دقيق للأوضاع والمسببات، التي كانت خلف هذه الأحداث المؤلمة من أجل معرفة من كان وراء تلك الأحداث من داخل الأحياء ومن خارج أرض الوطن، ومعرفة دور مخابرات دول أخرى اعتادت أن تتحين الفرص لزعزعة استقرار هذه المنطقة. مدينة الداخلة كانت رمزا للاستقرار والرخاء والأمن والاستقرار بجنوب المملكة، ومن الطبيعي أن تكون هدفا لمثل هذه المناورات الدنيئة، وعلى نخبها أن تتحمل مسؤولياتها كاملة كي لا تتكرر مثل هذه الأعمال التخريبية.وأتمنى أن يتمكن سكان الداخلة بذكائهم المعروف من تجاوز هذه الأزمة العابرة.
- كيف تفسرون ضعف وجود الحزب بجنوب المملكة؟
الحزب موجود في جميع المناطق الجنوبية، وعرف تطورا ملحوظا، رغم أنه لم يقدم في الانتخابات الماضية 2009 إلا الأطر المثقفة، خصوصا في مدينة العيون، وقد أظهرت النتائج أن ترشيح الشباب لازال يتطلب كثيرا من النضال والمسؤولية، ومعرفة الأسباب التي تجعله لا يتمكن من تخطي عقبة صندوق الاقتراع.
- وما هو موقف حزبكم من حركة 20 فبراير؟
لقد عبرنا بوضوح عن موقفنا مرارا من هذه الحركة، ونحن نعتبر أن الشباب الذي قاد هذه الحركة كانت له نوايا صالحة ومطالبه تتقاطع مع مطالبنا، ورسائلنا كانت هي أن المشاركة في التغيير يجب أن تكون عبر ممارسة السياسة، سواء من داخل الأحزاب السياسية القائمة كيفما كان لونها أو عن طريق تأسيس حزب جديد. ولكن هذه الحركة تعثرت بعدما استغلتها مجموعات من أقصى اليمين وأقصى اليسار كانت بالأمس متناثرة وانضم إليها عدميون وفوضويون جعلوا من الحركة مطية لتحقيق أجندة غير تلك التي خلقت الحركة من أجلها. وهذا ما صرح به عدة أعضاء من حركة 20 فبراير أنفسهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.