كشف تقرير أمريكي أن أتباع الطائفة البهائية في المغرب يقدرون بحوالي 350 إلى 400 شخص، يتواجدون على الخصوص في المناطق الحضرية، فيما يقدر عدد الشيعة المغاربة ب3000 شخص. وأضاف التقرير، الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية حول أوضاع الحرية الدينية في العالم، أن معظم المسلمين يعتبرون أن العقيدة البهائية «هرطقة منبثقة عن الإسلام»، ويعتبرون بذلك أن البهائيين مرتدون، مضيفا أن أغلب البهائيين المغاربة يتجنبون الكشف عن معتقداتهم الدينية، «لكن مخاوفهم حول سلامتهم الشخصية وسلامة ممتلكاتهم لم تمنعهم من خدمة المجتمع واحتلال مناصب حكومية». أما بخصوص الجالية المسيحية، فذكر هذا التقرير السنوي، الذي يقع في أكثر من 800 صفحة والذي سيعرض قريبا على الكونغرس الأمريكي، أن عدد الكاثوليك والبروتستانت يقدر ب5.000 شخص، لكن البعض يقدر عددهم ب25 ألفا. ويقطن أغلب المسيحيين في الدارالبيضاء والرباط. وأضاف التقرير أن المتحولين عن الإسلام من المغاربة إلى ديانات أخرى يتعرضون لمضايقات وتقترف في حقهم انتهاكات، حيث نقل عن مصادر في الجالية المسيحية أن عددا من المواطنين، في يناير 2008، تعرضوا لمضايقات من طرف الشرطة المحلية حين كانوا يحاولون حضور مراسيم جنازة مسيحية في الدارالبيضاء. وتطرق التقرير أيضا إلى مشكلة الأسماء الأمازيغية التي أثيرت على صفحات الجرائد، حيث ذكر التقرير أن عددا من المواطنين الأمازيغ، ومن بينهم أتباع ديانات أخرى غير الإسلام، يشتكون من صعوبة تسجيل أسماء أبنائهم « غير المسلمة» لدى السلطات، وأن بعضهم يتم إعطاؤه إذنا بذلك لكن بعد مسلسل بيروقراطي طويل يستمر في بعض الأحيان إلى سنتين. وأضاف أنه «بعد إثارة النقاش في الصحافة، صرح وزير الداخلية أنه لا يوجد أي قيد رسمي على الأسماء، لكن تسجيل الأسماء غير التقليدية مازالت تشوبه صعوبات في التطبيق». وتحدث التقرير الأمريكي عما أسماه «قمع السلطات المغربية للأنشطة الدينية لبعض الجماعات السياسية»، مع استثناء ل«الأنشطة المحدودة لنشر الإسلام، التعليم والأنشطة الخيرية». وذكر التقرير أن المغرب ما زال يمارس حظرا على التجمعات العامة لجماعة العدل والإحسان، غير المعترف بها من طرف الدولة، معللا ذلك باستخدام هذه الأخيرة للدين لتحقيق أغراض سياسية، مضيفا أن الصراع ما زال مستمرا، حيث تم في مارس 2007 الحكم على أربعة أعضاء من العدل والإحسان بسنة حبسا نافذا لمشاركتهم في تجمعات غير قانونية. وذكرت مصادر في العدل والإحسان، لواضعي التقرير، أن هذين العضوين تعرضا لمضايقات بصورة منتظمة. وتابع التقرير أنه في 23 فبراير 2008 ذكرت وسائل الإعلام أنه تم اعتقال 53 عضوا من جماعة العدل والإحسان في الصويرة، لمشاركتهم في تجمعات غير مرخص لها في منزل قائد إقليمي. وقد حضر الاجتماع قادة الجماعة في كل من مراكش، الدارالبيضاء، المحمديةوالصويرة. وقال التقرير إن مخبري الدولة ما زالوا يرصدون أنشطة الأحياء الجامعية، خاصة تلك التي يتم تنظيمها من طرف الإسلاميين. وذكر التقرير أن «هناك 13 أستاذا يدرسون اللغة العبرية في مناطق مختلفة من البلاد»، وأن المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي يوجد فيه متحف يهودي، كما أشار التقرير إلى الدروس الدينية الرمضانية المنظمة سنويا تحت رئاسة الملك، والتي يشارك فيها علماء وشخصيات دينية من جميع بقاع العالم بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأكد التقرير أن هذه الدروس الدينية تحث على الوسطية والاعتدال في الممارسة الدينية، وتشجع على التسامح والاحترام المتبادل، سواء داخل الإسلام نفسه أو بين الإسلام والديانات الأخرى.