أصيب أزيد من 180 شخصا في صفوف الأطر العليا المعطّلة بكسور وجروح متفاوتة الخطورة إثر تدخُّل أمني وُصف ب«العنيف»، نفّذته القوات العمومية عقب عرقلة المعطلين حركة السير في شارع الحسن الثاني، الحيوي، أثناء مسيرة لهم أول أمس في اللرباط. وقال عبد الخالق كموني، عضو مجموعة طريق النصر للأطر العليا المعطلة، في اتصال هاتفي مع «المساء»، إن المسيرة التي كانت تعتزم المجموعة تنظيمها في اتجاه البرلمان، بتنسيق مع كل من مجموعة «الكفاح» وتنسيقية «المرسوم الوزاري 2011»، تم قمعها قبل أن تنطلق، لتتحول المسيرة إلى اعتصام قرب ساحة «باب الحد». وقد جاء تنظيم هذه المسيرة، التي شارك فيها أكثر من 1400 معطّل، بعد استنفاد كل الوسائل والأشكال النضالية، لعدم التزام الحكومة المغربية بوعودها، المتمثلة في الحق في التوظيف المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية. وأضاف كموني أن التدخل الأمني «العنيف» لم يقتصر فقط على الضرب والجرح، بل تم، أيضا، اختطاف حوالي ثلاثة من المعطلين الذين تم تعنيفهم والاعتداء عليهم، قبل أن يُطلَق سراحهم في ما بعد، فيما خلّف تدخل القوات العمومية حالات إغماء في صفوف النساء المتظاهرات، وصلت إلى أزيد من 15 حالة. واستنكر المحتجون عدم حضور سيارات الإسعاف في الوقت المناسب، لنقل المصابين إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية، حيث بقي المصابون «مرميين» في شارع الحسن الثاني لساعات، رفع خلالها المحتجون شعارات تُندّد بتأخر سيارة الإسعاف، من قبيل «هذا صوت العطالة.. الإسعاف إيجي دابا»... ولم يتمكن المعطلون من نقل المصابين إلى المستشفى إلا بعد تدخل إحدى الجمعيات الحقوقية. وقد هدّد المحتجون بخوض أشكال نضالية أخرى، ستشمل كل مجموعات وتنسيقيات الأطر المعطلة في مختلف المدن المغربية، وسينظمون مسيرة وطنية شاملة ستشهدها العاصمة الاقتصادية، لم يحددوا بعدُ تاريخ تنظيمها.