غادر لاعبو المنتخب الوطني ملعب مراكش الجديد مباشرة بعد مباراتهم أمام المنتخب التانزاني، دون حضور لقاء إعلامي تخصصه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للتواصل معهم، في إطار ما يصطلح عليه بالمنطقة المختلطة. وحاولت اللجنة المكلفة بالإعلام في الجامعة امتصاص غضب الصحافيين، الذين بدت على محياهم علامات الدهشة والاستغراب، في غياب شرح لما حصل، بعد أن كان مجموعة من الإعلاميين والصحافيين ينتظرون لقاءهم لاستقاء تصريحاتهم بخصوص المقابلة، التي ضمنوا بها التأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2012، وهو التصرف الذي لم يفلح في امتصاص غضبهم وهم يغادرون قاعة الندوات مستائين ومتذمرين. وافتتح إيريك غيريتس، مدرب النخبة الوطنية، الندوة الصحافية التي أعقبت مباراة المنتخب الوطني ضد نظيره التانزاني بكلمة ثناء في حق مساعده كوبرلي، والذي وصفه بالزميل الذي كانت له بصمة كبيرة في النتيجة المحققة مساء الأحد بمدينة مراكش، اعتبارا لما دأب عليه من عمل نظري وتطبيقي كانت نتائجه واضحة. بعد ذلك، غادر كوبرلي قاعة الندوات تحت تصفيقات الحاضرين، ليتفرغ الناخب الوطني لأسئلة ممثلي المنابر الإعلامية، والتي تمحورت أساسا حول الشق التقني، الذي أوضح من خلاله غيريتس أن لاعبي المنتخب الوطني كانوا أسياد الميدان وأن النتيجة النهائية كان من الممكن أن تنتهي بستة أهداف مقابل هدف واحد، لولا النصف ساعة الأولى من توقيت المباراة، التي تميزت بإضاعة الفرص. وقال غيريتس إن الفرصة الوحيدة التي أتيحت للخصم التانزاني كانت من تسديدة ضد مجرى اللعب سجل على إثرها هدف التعادل. واعتبر مدرب النخبة الوطنية هدف عادل تاعرابت مميزا ومفصل تحرير لاعبيه من الضغط الذي شكله الهدف التانزاني، مضيفا أنه ينضاف إلى محصلة تاعرابت من الأهداف المسجلة. وأكد غيريتس أن على لاعبيه جميعا أن يفخروا بالعمل الذي قاموا به وأن ثقته بهم كانت في محلها، مضيفا أن ثقته في قدراتهم و مؤهلاتهم جد كبيرة، وأن المنطق يحتم أن يكونوا على ما هم عليه اليوم. وعن برنامجه العملي القادم، كشف غيريتس عن الدوري الدولي القادم بمدينة مراكش فقط، مشيرا إلى أن الظرف الحالي يمنحه فرصة الاحتفال مع الشعب المغربي بالذي تحقق، على حد تعبيره، مضيفا أن الفوز بالكأس الإفريقية يبقى هدفا أسمى. وعلل إيريك غيريتس إبعاد يوسف حجي من تشكيلته الرسمية وتعويضه بعادل تاعرابت في آخر دقيقة،، بالتوعك العضلي الذي عانى منه يوسف لأيام، والذي اتضح أنه لم يبارحه حتى ليلة المباراة، حيث تفحصه طبيب الفريق، ليخلص غيريتس في آخر المطاف، و بعد نقاش ثلاثي بينه وبين هيفتي وحجي، إلى اتخاذ قراره النهائي بإقحام عادل تاعرابت مكان حجي. وفي جواب كاريكاتوري عن اعتماده نادر لمياغري حارسا دون غيره في تجربة بحث عن الخلف، قال غيريتس إن على المغاربة أن يتكاثروا لإنجاب عدد كبير من صنف لمياغري، واصفا هذا الأخير باللاعب المنضبط، الذي يعرف كيف ينظم حياته العملية ويتمرن بجدية.