لم تكن المواطنة اليمنية توكل كرمان تنتظر أن يُنصف المجتمع الدولي قضيتَها وقضية «نضال الشعب والمرأة اليمنية من أجل الانعتاق من حكم علي صالح»، من خلال الإعلان عن فوزها، إلى جانب رئيسة ليبيريا، إلين جونسون سيرليف، ومواطنتها ليما جبوي، التي حشدت المرأة الليبيرية ضد الحرب الأهلية، بجائزة نوبل للسلام. حدث لم تقو معه المناضلة اليمنية إلا على القول إن «جائزة نوبل للسلام تكريم لها وللمرأة اليمنية التي طالما ناضلت من أجل ضمان أمنها وحقوقها المشروعة». في سنة 1979، ولدت توكل في مديرية شرعب، المعروفة بالعنف والقوة ومواجهة قسوة النظام في محافظة تعز، وهي المنطقة التي تعرف كذلك بانتشار الثقافة والوعي في تصنيف المحافظات اليمنية. وللشابة اليمنية المُتوَّجة بجائزة نوبل خلفية ثقافية ومعرفية صلبة، إذ تخرجت من جامعة العلوم والتكنولوجيا، وهي جامعة تابعة للتجمع اليمني للإصلاح في صنعاء، بكالوريوس تجارة عام 1999 بتقدير جيد جداً، قبل أن تحصل على الماجستير في العلوم السياسية وعلى دبلوم عام في التربية، بتقدير جيد جداً في عام 2000 من جامعة صنعاء، إضافة إلى دبلوم كامبردج في اللغة الإنجليزية وآخر في البرمجة اللغوية العصبية، حسب ما أورد موقع «العربية». وإلى جانب هذه الخلفية القوية، تنتمي الشابة اليمنية إلى بيت رجل سياسي شهير، فهي ابنة وزير يمني سابق وعضو حالي في مجلس الشورى، وتُصنَّف على أنها الأكثر شهرة على الإطلاق، على اعتبار أنها تصدرت الحركة الشبابية الاحتجاجية المطالِبة بالتغيير وبإسقاط النظام، كما ترأست منظمة «صحفيات بلا قيود» وشاركت في الكثير من البرامج والمؤتمرات الهامة خارج اليمن حول حوار الأديان والإصلاحات السياسية في العالم العربي وحرية التعبير ومكافحة الفساد، وهي عضو فاعل في كثير من النقابات والمنظمات الحقوقية والصحافية داخل وخارج اليمن. بين الشباب والسياسة والنظام، اشتهرت كرمان بشجاعتها وجرأتها على قول الحق ومناهضة انتهاكات حقوق الإنسان والفساد المالي والإداري وبمطالبتها القوية بالإصلاحات السياسية في البلد، كما عُرِفت بمطالبتها بعملية الإصلاح والتجديد الديني. هواجس قوية جعلتها تكون في طليعة الثوار اليمنيين، الذين طالبوا بإسقاط نظام علي صالح، وهو الشيء الذي جعل مجلة «تايمز»، الأمريكية، الشهيرة، تُصنّفها في المرتبة الأولى لأكثر النساء ثورية في التاريخ. كما حصلت على المرتبة ال13 في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، حسب اختيار قراء مجلة «تايمز»، وتم تصنيفها ضمن أقوى 500 شخصية في العالم، وحصلت على جائزة الشجاعة من السفارة الأمريكية، وتم اختيارها كأحد سبع نساء أحدثن تغييرا في العالم من قبل منظمة «مراسلون بلا حدود»، وحصلت على تكريمات كثيرة من مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني، محلية ودولية. كما تم تكريمها كأحد النساء الرائدات من قِبَل وزارة الثقافة اليمنية، إلا أن التكريم «الحقيقي»، الذي تنتظره هو أن يُعلَن عن قيام نظام ديمقراطي في اليمن، ينهي زمن علي صالح.