عُثِر في مدينة تزنيت، زوال أول أمس الخميس، على سائح فرنسي مقتولا داخل منزله، المتواجد بحي «تافركانت»، في المدينة العتيقة لتزنيت، حيث كان يقيم منذ عدة سنوات. وأفادت مصادر أن الضحية (جون أونري لانو) وُجد مضرجا في دمائه، من طرف أحد زملائه الفرنسيين، الذين اعتادوا زيارته في نفس المنزل، بعد أن وجد المفاتيح في القفل الرئيسي للمنزل. وأضافت المصادر أن الضحية، المزداد بمدينة نانسي الفرنسية، في السادس من أكتوبر من سنة 1932 (يصادف تاريخ ازدياده -6 أكتوبر- تاريخ مقتله) وُجِد عاريا كما ولدتْه أمه على سريره الخاص، بعد أن تلقى خمس طعنات قاتلة في البطن، ما تسبب له في نزيف حاد فارق إثره الحياة على الفور. وقد أدى الحادث إلى استنفار عدد من رجال الأمن والسلطات المحلية، كما حضر وكيل الملك في ابتدائية تزنيت وقائد الأمن الإقليمي وقائد المقاطعة الحضرية الأولى وغيرهم من أعوان السلطة المحلية ورجال القوات المساعدة والمسؤولين الأمنيين، من مختلف الرتب، وأشرفوا، بعد معاينة الموقع والتقاط الصور الفوتوغرافية للضحية ومكان الجريمة، على نقل الجثمان إلى مستودع الأموات في المستشفى الإقليميلتزنيت. في انتظار انتهاء التحقيقات الميدانية الجارية مع عدد من معارفه وفحص جميع الأدلة الكفيلة بالكشف عن المتورط في هذه الجريمة البشعة، التي هزّت الرأي العام المحلي وساكنة المنطقة. وتأتي هذه الجريمة بعد يوم واحد فقط على تمثيل جريمة قتل سائحة بولونية في جماعة «مير اللفت» في إقليم سيدي إفني (40 كلم عن مدينة تزنيت)، بعد ساعات من اعتقال «ز. ب»، المتورط في الجريمة في أحد فنادق مدينة شفشاون. وحسب المعطيات المتوفرة للجريدة، فإن المتهم بقتل السائحة البولونية، ويتحدر من مدينة الدارالبيضاء، قد اعترف بالمنسوب إليه وبأنه كانت تجمعه علاقة «صداقة» بالضحية منذ ما يقارب السنتين وكان ينوي الزواج منها بغرض الانتقال إلى فرنسا، لكن معارضة أسرته الصغيرة هذه الخطوة حال دون نجاحها، مما جعله يفكر في الابتعاد عن محيطه العائلي والسفر مع الضحية إلى أبعد نقطة سياحية ممكنة. وخلال أطوار تمثيله الجريمة، كشف المتهم عن طريقة قتله الضحية، حيث عمد إلى شنقها بواسطة قميص كانت ترتديه، نتيجة خلاف حاد نشب بينهما قبل وقوع الجريمة، كما كشف عن طريقة هروبه. وقد أثار الحادث عدة تساؤلات حول مدى تمكُّن السلطات المعنية من مراقبة جميع عمليات الكراء التي تتم في جماعة «مير اللفت» ومدى التزام ملاَّكي دور الكراء بالتصريح بجميع أسماء المستفيدين من خدمات الإيواء لديهم، خاصة أن الجماعة المذكورة تشهد إقبالا منقطع النظير عليها من السياح الأجانب من مختلف الجنسيات. يذكر أن اكتشاف فاتورة خاصة بأحد الأسواق الممتازة في أكادير هو ما قاد المحققين إلى معرفة هوية المتّهَم بقتل السائحة البولونية، بعد الحصول على صور فوتوغرافية من كاميرا المراقبة المثبتة في السوق المعني، توضّح هوية رفيقها المتّهم، مما أدى إلى استصدار مذكرة بحث وطنية أسفرت عن اعتقاله في أحد فنادق مدينة شفشاون، واقتياده للتحقيق على أساس تقديمه أمام أنظار العدالة.