يواصل عمال إحدى الشركات بمدينة ابن سليمان إضرابهم واعتصامهم المفتوح منذ أزيد من شهر، مطالبين بتوفير التغطية الصحية الإجبارية التي تقتطع من أجورهم، وصرف مستحقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي التي لم تؤد مند ثلاث سنوات، والكف عن اعتبارهم «عبيدا» داخل ضيعة مرغمين على القيام بكل الأعمال تحت وابل من الشتائم والتهديدات. وقال عزيز التيسي، كاتب فرع النقابة التابعة لنقابة الكدش، في تصريح ل»المساء»، إن مقر الشركة «لا يتوفر على أبسط شروط العمل والصحة والسلامة، ولا على الأجهزة والأدوات اللازمة لتأدية العمل بشكل جيد وسليم، حيث الأسلاك الكهربائية عارية»، كما أضاف أن العمال يعانون خلال فصل الشتاء من التسربات المطرية التي تهدد حياتهم، خصوصا أن مياه الأمطار تجري فوق تلك الأسلاك، كما يعانون خلال الصيف من ارتفاع درجة الحرارة. وأضاف المصدر نفسه أن العمال لا يتوصلون بورقة الأداء لمدة أربعة أو خمسة أشهر . وأضاف أن إدارة الشركة لا تعترف بالعمل النقابي، وأنه تم طرده من العمل لمجرد أنه تدخل لدى مدير الإنتاج بالشركة من أجل تسوية ملف عامل كان قد دخل معه في جدال، وأن المدير أنكر معرفته به وقال إنه لا يعترف بالنقابة وعمد إلى طرده. وطالب التيسي بتحسين أوضاع العمال، كما طالب بإرجاعه إلى عمله، واعتبر طرده مؤامرة للتخلص من العمل النقابي. وأكد محمد متلوف، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الذي زار المعتصمين، تضامنه مع العمال، وانتقد عمليات الطرد التي وصفها ب«التعسفية» التي تسلكها بعض الشركات، مؤكدا أن الجمعية هي أصلا لا تعترف بمدونة الشغل الحالية والتي أحدثت لخدمة مصالح أرباب الشركات ضد مصالح العمال. وذكر بيان النقابة أن عمال الشركة عانوا كثيرا بسبب ما وصفته ب«العقلية الاستغلالية لمسؤولين بالشركة» وأن العمال قرروا الدخول في إضراب واعتصام مفتوحين منذ خامس شتنبر 2011، أمام باب الشركة إلى حين تسوية أوضاعهم. وذكر البيان نفسه أن مسؤولي الشركة لا يحضرون اجتماعات الجهات المحلية واللجنة الإقليمية ولا يتم التوقيع على الاتفاقيات المشتركة والمتضمنة لنتائج الحوارات والمفاوضات سواء داخل العمالة أو مندوبية الشغل. وأشار البيان، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، إلى أن عمليات الطرد شملت مؤخرا كاتب فرع النقابة وتم استبدال العمال المضربين بعمال جدد. ولم تتمكن «المساء»، التي زارت الشركة، من أخذ تصريحات وردود المسؤولين بها حول موضوع العمال. وقد رفض أحد المسؤولين الذي التقى «المساء» داخل إدارة الشركة الإدلاء بأي تصريحات رسمية، مشيرا إلى أنه سيتم الاتصال ب«المساء» هاتفيا من أجل توضيح الأمر وهو ما لم يتم رغم مرور يومين على اللقاء.