قال رئيس الجمعية المغربية لصناعة وتجارة السيارات «أميكا»، إن هناك ثلاثة عوامل تحول دون نمو سوق السيارات الجديدة بالمغرب، أولها الارتفاع الملحوظ لمبيعات السيارات المستعملة القادمة من الخارج، رغم المنع الذي أصدرته الحكومة خلال السنة الماضية في حق جميع السيارات القديمة التي يفوق سنها 5 سنوات، إلا أنه تساءل في نفس الآن، كيف للحكومة ذاتها أن تمنح استثناءا بعد ذلك لتصبح الخمس سنوات المحددة لتعشير السيارات عشر سنوات حاليا. واستغرب العربي بلعربي، الذي كان يتحدث في ندوة نظمتها جمعية «أميكا»، أول أمس الأربعاء بالدارالبيضاء، كيف بيعت أكثر من 50 ألف سيارة قديمة آتية من أوربا خلال السنة الماضية، بينما سوق السيارات الجديدة بالمغرب لا يتعدى 120 ألفا، ونبه رئيس الجمعية إلى ضرورة أخذ هذه الأرقام مأخذ الجد، لأن تأثيرها سينعكس سلبا على سوق السيارات الجديدة بالمغرب بالإضافة إلى تأثيرها السيء على البيئة، إذ من المحتمل أن تعرف صناعة السيارات الجديدة بالمغرب خلال السنوات القادمة اختلالا كبيرا إذا ما استمر نمو مبيعات السيارات القديمة بنفس هذه الوتيرة، وقال إن على الحكومة أن تطبق القانون بصرامة في هذا المجال. أما العامل الثاني المؤثر في سوق السيارات فحدده بلعربي في غياب prime de casse المعمول به في أوربا منذ عدة سنوات، حيث تمنح الحكومة تحفيزا ماليا لملاك السيارات القديمة من أجل شراء سيارة جديدة والتخلص كليا من القديمة، الأمر الذي جعل سوق السيارات بأوربا يعرف انتعاشا ملحوظا بعد سنوات من الركود، مشيرا إلى نجاح عملية استبدال سيارات الأجرة الصغيرة المهترئة بمدينة الدارالبيضاء بعد منحهم مبلغ 35 ألف درهم من طرف الدولة وتشجيعات لأخذ قروض بنكية، مما جعل أسطول سيارات الأجرة الصغيرة بالعاصمة الاقتصادية يتجدد، رغم ملاحظته بأن هذه العملية لا زالت في بدايتها ولم يتم تسريعها، إذ يبلغ عدد سيارات الأجرة التي تتجدد بمنحة الدولة حوالي 100 سيارة شهريا. وبالنسبة للعامل الثالث المؤثر في السوق، أشار رئيس جمعية «أميكا» إلى التزوير والتقليد الذي تعاني منه المنتجات الأصلية وخصوصا قطع الغيار، حيث أكد أن المهنيين والمستثمرين يقفون عاجزين أمام تنامي هذه الظاهرة بالمغرب ولا تشجعهم على الاستمرار مستقبلا في استثماراتهم، حيث لا ينمو رقم معاملاتهم بأكثر من 5 في المائة منذ عدة سنين، وهو الأمر الذي اعتبره بلعربي غير مشجع. وأضاف بلعربي خلال نفس الندوة التي كانت مخصصة لتقديم معرض «تيك- أوطو»، أن سيارة «داسيا لوغان» لا زالت تستهوي المغاربة وحتى الأوربيين، حيث من المنتظر أن يصل حجم تصدير هذه السيارة الاقتصادية إلى أوربا إلى أكثر من 40 في المائة من الإنتاج الذي تقوم به مصانع «صوماكا»، في حين لا زال تصديرها إلى تونس ومصر يعرف بعض الاختلالات الناتجة عن الأحداث التي عرفتها الدولتان. وأشار بلعربي في الأخير إلى أن الجمعية المغربية لصناعة وتجارة السيارات» أميكا « ستنظم ما بين 23 و 26 نونبر المقبل الدورة السادسة لمعرض «تيك- أوطو» ، ومن بين أهداف المعرض المتوسطي لصناعة وخدمات قطاع السيارات هو مساعدة الفاعلين الرئيسيين في القطاع لتطوير الشراكات الاستراتيجية وتعزيز حظوة المغرب كملتقى لإنتاج وتصدير السيارات وتحقيق التنمية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مضيفا أنه من المنتظر أن يشارك بالمعرض أكثر من 150 عارضا من مختلف التخصصات منهم المصنعون من ضفتي المتوسط والمجهزون وشركات اكسسوارات السيارات، بالإضافة إلى قطاع الخدمات كشركات التأمين والمؤسسات التي تعنى بتقديم القروض الخاصة بالسيارات، كما ستتخلل المعرض موائد مستديرة وندوات موضوعاتية وورشات متخصصة، ستكون فرصة لتبادل التجارب الرائدة على المستوى الدولي، وإلى اكتشاف الفرص والحوافز التي يمكن الاستفادة منها مستقبلا.