سهام إحولين يعود «دابا تياتر»، أحد أهم المواعد الثقافية التي تُنظَّم في مدينة الرباط، للسنة الثالثة على التوالي، حيث افتتح مساء أول أمس الاثنين أنشطته الشهرية بحفلين موسيقيين لمجموعة «كلمة». ويقترح الموسم الثالث ل«دابا تياتر»، الذي يحتضنه المعهد الثقافي الفرنسي، ثلاثة أنشطة رئيسية: «دابا موسيقى»، «الفنون الحيّة»، و«لخبار فْلمسْرحْ»، لكل منها يخصص يومين في أول أسبوع من كل شهر. وفي حديثه ل«المساء»، شدّد جواد السوناني، مدير «دابا تياتر» على كون «دابا تياتر» ينظم 69 موعدا ثقافيا في السنة في الرباط، وهو «ما لا تقوم به حتى وزارة الثقافة»، مضيفا أنه على مر السنتين الماضيتين، عمل «دبا تياتر» على تنشيط المشهد الثقافي لمدينة الرباط ولديه جمهور وفيّ يحرص على حضور أنشطته كل شهر. وشدد السوناني على كون ضعف الإمكانيات المادية ليست حجة كافية للتعلل بها وعدم القيام بعمل فني راقٍ، متابعا: «نجاح «دابا تياتر»، رغم العجز المالي، يؤكد أن الدولة ليست في حاجة إلى ميزانيات كبيرة لإتيان أشياء جميلة، فهي تحتاج فقط إلى رغبة كبيرة وإلى دراية فنية». وفي إطار «دابا موسيقى»، افتتحت مجموعة «كلمة» الموسم الثالث من «دابا تياتر» بحفلين موسيقيين، تم إحياء الأول مساء أول أمس الاثنين والثاني مساء أمس الثلاثاء في قاعة «جيرار فيليب» في المعهد الثقافي الفرنسي في الرباط. وتعد مجموعة «كلمة» من أبرز المجموعات الغنائية المغربية التي برزت على الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، خصوصا بعد مشاركتها في الفيلم التلفزيوني «البرتقالة المرة»، لمخرجته بشرى إيجورك، بأغنية «وردة على وردة» و«كيف لْمعاني»، اللتين لاقتا صدى طيبا وحظيتا باستحسان الجمهور المغربي واعتبرتا انطلاقة جديدة للمجموعة. وصرحت سكينة لفضايلي، مغنية «كلمة» ل«المساء» بأن تأخر المجموعة في الخروج بالجديد بالمقارنة مع المجموعات الأخرى راجع إلى كون «كلمة» تريد التحضير بتريث لكل أغنية جديدة، حتى يكون الفن الذي تُقدّمه راقيا وذا مستوى عال. ورغم أن مجموعة «كلمة» استمرت في تنظيم حفلات موسيقية والمشاركة في مهرجانات عدة، حيث تتمتع بشعبية كبيرة، فإن صدور ألبومها الأول تأخّر لحوالي سنة ونصف، إذ يجري الإعداد له حاليا. وعن سبب هذا التأخر، يقول أسامة بباعزي، عازف قيثارة «كلمة»، ل«المساء»، إن انشغالات أفراد المجموعة بمشاريع فنية موازية بالنسبة إلى البعض والدراسة إلى البعض الآخر هو الذي جعل الألبوم الأول يتأخر. يشار إلى أن «لخبار فْلمسرح»، الذي يعد أبرز نشاط ل«دابا تياتر»، ليس، حسب منظميه، النسخة المغربية من «ليغينيول»، الفرنسية، أو سلسلة من السكيتشات حول الأخبار التي تتداول. «لْخبار فْلمسرح» هي مسرحية شخوص، إنها مواقف تستمد بنيتها الدرامية وموادها الخامَّ من الأخبار التي تنشرها الجرائد وتُذيعها وسائل الإعلام السمعية -البصرية. مبدأ هذا النوع من المسرح بسيط، فهو عمل يتقدم ويتجدد شهرا عن شهر، وهو عمل جارٍ مع فنانين، منهم المحترف ومنهم الهاوي.