سجّلت مصالح الدرك، بتنسيق مع النيابة العامة، مذكرات بحث في حق 5 أشخاص قُدِّموا على أنهم ينتمون إلى شبكة متخصصة في البحث عن الكنوز، بعدما ألقت القبض على 5 آخرين، أحيلوا، في حالة اعتقال، على محكمة الاستئناف في فاس. وتعود وقائع الملف إلى ليلة الجمعة، 16 شتنبر الأخير، حيث لاحظ بعض سكان «عين مديونة»، في ضواحي تاونات، أن أشخاصا تسلّلوا إلى ضريح «سيدي امحمد بلحسن» في دوار «الزريقية»، بغرض البحث عن مجوهرات. وقد عمد المتسللون إلى إزالة جامور مثبت على الضريح، لكنهم عندما رغبوا في إعادته إلى مكانه أحدثوا ضجيجا أيقظ ساكنة الدوار من سباتهم. وعندما داهم السكان الضريح، وجدوا أن المتسللين غرباء عن المنطقة وتم إخبار السلطة المحلية بالواقعة، قبل أن يحضر رجال الدرك ويقوموا باعتقال الأشخاص المتسللين، الذين تَبيَّن بأنهم قدِموا من مراكش لتنفيذ عملية التنقيب عن المجوهرات. واتضح، من خلال تصريحات الموقوفين، أنهم يُكوّنون مجموعة من 10 أفراد، تَمكّن الدرك من اعتقال 5 أعضاء منها ولاذ الباقي بالفرار. وضمن المتهمين الموقوفين برز اسم مغربي يتحدر من الناظور ويقيم في هولندا، كما ظهر اسم شخص آخر يتحدر من قلعة السراغنة ويقيم في بلدة «الريش» في ضواحي الراشيدية. أما العضو الثالث فيتحدر من مدينة تنغير، وتقتصر مهمته على الحفر. وإلى جانب هؤلاء الأعضاء، أوقفت مصالح الدرك عضوين ينتميان إلى نفس الدوار في جماعة «مديونة». وقد انطلقت «مغامرة» هذه الشبكة، المتخصصة في البحث عن الكنوز، من مدينة مراكش. فقد أرشدهم أحد الأشخاص إلى مكان «الكنز» وتوجهوا إلى فاس على متن سيارة رباعية الدفع، قبل أن يقرروا دخول الدوار ليلا، تفاديا لإثارة الانتباه. وتركوا سيارتهم رباعية الدفع على مقربة من الدوار وتنقلوا على متن شاحنة، قبل أن يلِجوا الضريح. وكان عناصر الشبكة يعتقدون أن جامور الضريح مصنوع من الذهب وبداخله ثلاث ياقوتات. وقد حجز محققو الدرك لدى أعضاء الشبكة المعتقلين مبلغ 28 ألف درهم وآلة لرصد المعادن تُقدَّر قيمتها بحوالي 9 ملايين سنتيم.